للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم عبدُ الله بنُ طاهرٍ بغدادَ منصرفًا من الرقَّة، وكان أبوه قد استخلفه عليها لقتال نصر بن شَبَث، وكان طاهرٌ يكره قتاله لحقارته، وكان الحسنُ بن سهلٍ لمَّا قدم بغدادَ جهَّز طاهرًا لقتال نصر، فقال طاهر: حاربتُ خليفةً وسُقت الخلافةَ إلى خليفةٍ وأُومَر بمثل هذا! وإنَّما كان ينبغي أن يوجِّهَ إليه قائدًا من قوَّادي، وصارم طاهرٌ الحسنَ على هذا، فلمَّا ولي خُراسانَ قيل له: تخرج إليها وأنت مصارم الحسن؟! فقال: ما كنت لأَحُلَّ عقدةً عقدها الحسنُ لي في مصارمته.

وفيها ولَّى المأمونُ عيسى [بنَ محمد] (١) بنِ أبي خالدٍ إرمينيةَ وأَذْرَبِيجانَ ومحاربةَ بابك (٢).

وفيها مات داودُ بن يزيدَ عاملُ السِّند، فولَّاها المأمونُ بِشرَ بن داودَ على أن يحملَ إليه في كلِّ سنةٍ ألفَ ألفِ درهم (٣).

وحجَّ بالناس عُبيد اللهِ بنُ الحسن، وهو والي الحرمين.

وفيها توفِّي

بشرُ بن بكرٍ

الدمشقيُّ بدمياط. ولد سنةَ أربعٍ وعشرين ومئة [وكان أكثرُ مُقامه] (٤) بتنيِّس ودِمياط، وتوفِّي بدمياط مرابطًا مجاهدًا، وكان صالحًا فاضلًا.

أسند عن الأوزاعيِّ وغيره، وروى عنه الشافعيُّ، وعبدُ الله بنُ وهب، وهما أقدمُ [وفاةً] (٥) منه. وكان ثقة.

[فصل] وفيها توفِّي


(١) ما بين حاصرتين من المصادر.
(٢) من قوله وسبب توليته. . . إلى هنا لم يرد في (ب).
(٣) في (خ): ستة آلاف ألف درهم، والمثبت من (ب) وهو الموافق للمصادر.
(٤) ما بين حاصرتين من المصادر. انظر تاريخ دمشق ٣/ ٣٠٩ (مخطوط)، وتهذيب الكمال، والسير ٩/ ٥٠٨. والترجمة كلها ليست في (خ).
(٥) ما بين حاصرتين من تاريخ دمشق.