للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: خالي خالي. فقال جبريل : دعه دعه. فهلك (١). وفيه نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: ٩٥] ودفن بالحجون.

[العاص بن وائل السهمي]

أبو عمرو، وكان من المستهزئين برسول الله ، خرج من مكة يريد الطائف على حماره، وكان له به مال، فربض به الحمار على شِبْرِقة، فأصابت رجله شوكة، فانتفخت وصارَ مثل عنق البعير فهلك منها، وهو ابن خمس وثمانين سنة (٢).

[الوليد بن المغيرة]

ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس، كان من المستهزئين برسول الله ، وكان يسمي نفسه: الوحيدَ والعِدْلَ، أي: أنه وحيد قومه ولا يعادله أحد، وفيه نزل قوله تعالى: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ [المدثر: ١١] الآيات (٣).

وقال الوليد لسعيد بن العاص: يا أبا أُحيحة، هلا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم مثلك أو مثل عروة بن مسعود الثقفي، فقال له سعيد: أو مثلك يا أبا عبد شمس، فنزل: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ﴾ (٤) [الزخرف: ٣١].

وطئ الوليد سهمًا فخدشه، فتممه جبريل، فهلك وهو ابن خمس وتسعين سنة، ودفن بالحجون (٥).

ولما احتضر جلس عند رأسه أبو جهل، فجزع جزعًا شديدًا، فقال له أبو جهل: يا عم، فيم جزعك وأنت سيد قريش، وقد عُمِّرت طويلًا، ولك المفاخر والمآثر، وأنت


(١) أخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف" ١/ ١٥٠، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٠٤ وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٢) الخبر في "أنساب الأشراف" ١/ ١٥٨، و"الكامل"٢/ ٧٢.
(٣) انظر "أنساب الأشراف" ١/ ١٥١ - ١٥٢، و"المنتظم" ٣/ ٨٤، و"الكامل"٢/ ٧١.
(٤) انظر "أنساب الأشراف" ١/ ١٥٣.
(٥) الخبر في "أنساب الأشراف" ١/ ١٥٣، و"الكامل" ٢/ ٧٢، والنص عندهما: وكان مرَّ برجل من خزاعة يريش نبلًا فوطئ على سهم منها فخدشه، ثم أومأ جبريل إلى ذلك الخدش بيده فانتقض ومات منه.