للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر قدومه إلى مصر]

قال علماء السير: ثم انطلق مالك بن دُعر وأصحابه بيوسف إلى مصر وتبعهم إخوته يقولون لهم: استوثقوا منه فإنَّه آبق. فلمَّا قدموا مصر اشتراه العزيز واسمه قطفير بن روبخت، وكان على خزائن مصر. قال ابن عباس: وكان الملك على مصر ونواحيها يومئذٍ الريان بن الوليد بن ثروان بن راشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح ، وقيل: إن هذا الملك لم يمت حتَّى آمن واتَّبع يوسف على دينه، ومات ويوسف حيٌّ، فملك بعده قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن البيلوان بن واران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان جبارًا كافرًا، فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى أن يقبل، وقيل: إنه أسلم (١).

واختلفوا في مبلغ ثمن يوسف لما بيع بمصر على أقوال:

أحدها: أنَّه بيع بعشرين دينارًا ونعلين وثوبين أبيضين، حكاه الثعلبي عن ابن عباس (٢).

والثاني: بوزنه مسكًا وورقًا، قاله وهب (٣).

والثالث: بوزنه ذهبًا وفضة، قاله مقاتل.

والرابع: بوزنه ذهبًا مرارًا، قاله الحسن.

فإن قيل: فكيف أثبت الله الشرى في قوله: ﴿وَشَرَوْهُ﴾، ﴿وَقَال الَّذِي اشْتَرَاهُ﴾ ولم ينعقد عليه بيع؟ فالجواب: أن الشرى هو المماثلة، فلما وقعت المماثلة بالمال جاز أن يقال: اشتراه على وجه المجاز، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ﴾ [التوبة: ١١١] الآية.

وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في "كتاب الزهد" عن أبيه عن عبد الرزاق عن معمر عن مجاهد عن ابن عباس قال: يُجاءُ يوم القيامة بالعبد سيقال له: ما منعك أن تكون


(١) انظر "عرائس المجالس" ص ١٢٠.
(٢) انظر "عرائس المجالس" ص ١٢٠.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ١٢٠.