للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة إحدى وستين ومئتين، وبَرع في علم العربية والنحو واللغة، وكان غزيرَ العلم، زاهدًا، وَرِعًا، وكان إبراهيم بن أيوب يبعث إليه بنَفَقته كفايته، فقَطع عنه ذلك مدَّةً لعُذر، ثم أنفذ إليه ما قطعه عنه، وكتب إليه يعتذر من تأخيره [، فردَّه]، وأمر (١) مَن بين يديه أن يكتب على ورقته: أكرَمْتَنا فمَلَكْتنا، ثم أعرضتَ عنا فأرحتَنا.

وكان هو في الحَمَّام فكتب (٢) على بابه: [من المتقارب]

وأعجَبُ شيءٍ سَمِعْنا به … مريضٌ يُعادُ فلا يوجَدُ

[وروي عن محمد بن عبد الباقي، عن علي بن أبي علي، عن أبيه قال: أملى أبو عمر غلام ثعلب من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة، ولسَعَة علمه اتُّهم بالكذب.

ذكر وفاته:

قال الخطيب:] توفي أبو عمر يوم الأحد، ودفن يوم الإثنين لثلاث عشرة خَلَت من ذي القعدة، ودُفن في الصُّفَّة المقابلة لمعروف الكَرْخي [، ودفن فيها بعده أبو بكر الأدَمي وعبد الصَّمد بن علي الطَّسْتي، بينهم وبين معروف عرض الطريق، وكان واسع العلم في العربية.

وفيها توفي

[محمد بن محمد]

ابن عبد الله بن حمزة، البغدادي، أبو جعفر، نزيل سَمَرْقَند (٣).

ذكره الحاكم في "تاريخه" وأثنى عليه وقال: كان محمد بن محمد محدّث خُراسان في عصره، وسافر إلى العراق والشام ومصر، وعَبر ما وراء النَّهر، وسمعنا عليه، وحدَّث عن ابن أبي الدنيا، وأبي زُرْعَة الدِّمَشْقي، وخلق كثير.

وكان حافظًا، فاضلًا، صَدوقًا، ثِقةً، مأمونًا، كثيرَ العبادة والوَرَع].


(١) ما بين معكوفين من تاريخ بغداد ٣/ ٦١٩ وعنه سائر المصادر.
(٢) كذا في (خ)، وهذا الخبر ليس في (ف م م ١)، وصواب النص كما في تاريخ بغداد: أن إبراهيم بن أيوب اعتل، فتأخر عن مجلس أبي عمر الزاهد، فسأل عنه فقيل: إنه كان عليلًا، فجاء من الغد يعوده، فاتفق أنَّه كان في الحمام، فكتب الزاهد بخطه ....
(٣) تاريخ بغداد ٤/ ٣٥٤، تاريخ دمشق ٦٤/ ٢٤٤، المنتظم ١٤/ ١١١، السير ١٥/ ٥٤٧، تاريخ الإسلام ٧/ ٨٤١. وهذه الترجمة ليست في (خ).