للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عزلَ يزيدُ بنُ الوليد يوسفَ بنَ محمد [بن يوسف] الثقفي عن المدينة، وولَّاها عبدَ العزيز بن عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفَّان (١).

وفيها أظهر مروانُ الخلافَ على يزيدَ بنِ الوليد، وقدمَ من أرمينية إلى حرَّان والجزيرة في عشرين ألفًا، وأظهر الطلبَ بدم الوليد، وتهيَّأ لقصد دمشق، فكاتبَه يزيدُ بنُ الوليد على أن يُبايعَه ويُبقيَ عليه (٢) ما بيده من الجزيرة والموصل وأرمينية وأذربيجان، فتوقَّفَ، واستعدَّ يزيد بنُ الوليد للقائه، وضمَّ إلى دمشق عساكر الشام (٣).

وكتب إلى مروان: أمَّا بعد، فإني أراك تقدِّمُ رِجْلًا وتُؤَخِّرُ أُخرى، فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيِّهما شئْتَ (٤).

فرضيَ مروانُ وبايعَه بحرَّان، وأقام مطيعًا ليزيد [بن الوليد].

فمات [يزيد بن الوليد] في آخر السنة وقام (٥) بعده أخوه إبراهيم بنُ الوليد [بن عبد الملك بن مروان أخو يزيد لأبيه].

[الباب الثالث عشر في خلافة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان]

وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: نعمة، وقيل: خشف، بربريةٌ، وكنيتُه أبو إسحاق، ومولدُه بحمص.

بويع يومَ مات أخوه يزيد في ذي الحجة هذه السنة، وكان ضعيفَ الرأي؛ يُسَلَّم عليه بالإمرة جمعة، وبالخلافة أخرى، وفي جمعة لا يسلِّمون عليه أصلًا، ولقَّبوه الصَّلَتَان (٦)، أي: الحمار الشديد [ذكره الجوهريّ (٧).


(١) المصدر السابق.
(٢) في (ص): على.
(٣) الخبر مختصر جدًّا، وهو مطوّل في "تاريخ" الطبري ٧/ ٢٩٥ - ٢٩٨.
(٤) العقد الفريد ١/ ٥٠ و ٤/ ٤٦٤. وينظر كلام ابن قتيبة آخر مقدمته لكتاب "أدب الكاتب" في استشهاده بهذا القول.
(٥) في (ص): وأقام.
(٦) أنساب الأشراف ٧/ ٥٥٢.
(٧) في "الصحاح" ٢/ ٢٥٦ (صلت).