للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعتزَّ بذلك، فدعا موسى بن بغا وسألَه عن ذلك، فأنكر وقال: إنَّما أرادوا إخراجَ [أبي] (١) أحمد؛ لأنَّهم أنسُوا به فِي الحرب على بغداد، فأمَّا المؤيَّد فلا.

فلمَّا كان يوم الخميس لثمانٍ بقين من رجب دعا بالقضاة والشهود والفقهاء والوجوه، فأخرجَ إبراهيم المؤيّد ميتًا لا أثرَ به، وحُمِل إلى أمه على حمار، وحُمِل أبو أحمد إلى الحجرةِ التي كان فيها المؤيَّد، ثمَّ نفاه إلى بغداد.

وذُكِرَ أنَّ المؤيَّد أُدرج فِي لحاف سَمُّور، ومسك طرفاه حتَّى مات.

وقيل: أُقعِد فِي الثلج حتَّى ماتَ من البرد.

وقال الفضل بن العباس: سألني المؤيَّد فقال: يا فضل، بعد كم قتل المعتصمُ أبَاك منذ حبسه؟ قلت: بعد سبعة عشر يومًا، قال: وأنا كذلك، فأُخرِج فِي اليوم السابع عشر ميتًا، فلمَّا شاهَدَتْهُ أمُّه بعثت إلى [قبيحة] (٢) وقالت: هكذا ترين ابنك عن قريب إن شاء الله تعالى، فلمَّا رأت قبيحةُ ابنها المعتزَّ قتيلًا، قالت: أديلت والله إسحاقُ منِّي.

[إبراهيم بن سعيد]

أبو إسحاق الجَوْهريّ.

رحل فِي طلب الحديث ولقيَ الشيوخ، وصنَّف "المسند"، وكان لأبيه دنيا واسعة.

وحجَّ إبراهيم (٣)، فحمل معه أربع مئة رجل من الزوَّار، سوى حشمه وخدمه وأهله، وكان فيهم إسماعيل بن عيَّاش وهشيم بن بشير. قال إبراهيم الهروي: وكنتُ معه.

وقدم بغداد وحدَّثَ بها، ثم انتقل إلى عين زَرْبة مرابطًا، فمات بها.

سمع سفيان بن عيينة وغيره، ورَوى عنه مسلم وغيره، وكان ثقةً ثبتًا مكثرًا حافظًا جوادًا.

قال عبد الله بن جعفر بن خاقان السُّلَميّ: سألتُ إبراهيم بن سعيد الجوهريّ عن


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٩/ ٣٦٢. وانظر ترجمة المؤيَّد أيضًا فِي تاريخ بغداد ٦/ ٥٥٣، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ٣٣٣.
(٢) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق. انظر سير أعلام النبلاء ١٢/ ٣٣٣، وتاريخ الإسلام ٦/ ٤٠.
(٣) كذا فِي (خ) و (ف). والصواب: وحج سعيد. أي: والد إبراهيم.