وعادوا بالجواب، واختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثني عشر نقيبًا -كما فعل
موسى ﵇، ونبينا ﷺ وهم: سليمان بن كثير الخُزاعيّ، ولاهِز بن قُرَيظ
التَّميمي، وقَحْطَبة بن شَبيب الطَّائي، وموسى بن كعب التَّميميّ، وخالد بن إبراهيم أبو داود الشَّيباني، والقاسم بن مُجاشِع التميمي، وعمران بن إسماعيل أبو النَّجم مولى آل أبي مُعَيط، ومالك بن الهَيثم الخُزاعيّ، وطلحة بن رُزَيق الخُزاعيّ، وأبو حمزة عمرو بن أَعين (١) مولى خُزاعة، وشِبْل بن طَهمان أبو علي الهَروي مولى لبني حَنيفة، وعيسى بن أعين مولى خزاعة.
وحجَّ بالنَّاس أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم بالاتّفاق.
وكان العمال في هذه السنة على ما كانوا عليه إلَّا خُراسان.
وفيها توفي
بُسْر بن سعيد
مولى الحَضْرَميِّين، وهو من الطبقة الثَّانية من موالي أهل المدينة، وكان من العُبَّاد المُطيعين، وأهل الزهد في الدُّنيا، ثقةً، كثير الحديث، وَرِعًا.
وكان قد أتى البصرة في حاجة له، ثم أراد الرُّجوع إلى المدينة فرافقه الفرزدق الشاعر، فلم يشعر أهل المدينة إلَّا وقد طلعا عليهم في مَحمِل، فعجب أهل المدينة لذلك، وكان الفرزدق يقول: ما رأيتُ رفيقًا خيرًا من بُسر، وكان بسر يقول: ما رأيتُ رفيقًا خيرًا من الفرزدق.
مات بُسر بالمدينة سنة مئة وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وكان ينزل دار الحَضْرَمِيّين ببني حُدَيْلة، ولم يدع كفنًا، ومات عبد الله بن عبد الملك بن مروان وترك ثمانين مُدْيًا ذهبًا، فبلغ عمر بن عبد العزيز موتهما فقال: والله لئن كان مدخلهما واحدًا؛ لأنَّ أعيش بعيش بُسْر أحبّ إليَّ من أن أعيش بعيش
(١) في النسخ: عمرو بن أبي أعين، والمثبت من الطبري ٦/ ٥٦٢.