للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَرْمٌ إذا اشتَدَّ الوَغى أردى العِدا … وشَفى النُّفوسَ بضَرْبه ووقوفه

لم يَرْضَ بالشَّرَفِ التَّليدِ لنفسه … حتى أشادَ تَليدَه بطَريفه

وقال لما فُلَّ جيشُه بعَين شَمس بمصر: [من الوافر]

ولو أنِّي مَلَكْتُ زِمامَ أمري … لما قَصَّرتُ في طلبِ النَّجاحِ

ولكني مَلَكْتُ فصار حالي … كحالِ البُدْنِ في يوم الأضاحي

يُقَدْنَ إلى الرَّدى فيَمُتْنَ كُرْهًا … ولو يَسْطِعْنَ طِرْنَ مع الرِّياحِ

وقال أيضًا: [من الطويل]

له مُقْلَةٌ صَحَّت ولكنْ جُفونُها … مِراضٌ بها تُسبى العقولُ وتَتْلَفُ

وخَدٌّ كلَوْنِ الوَرْدِ يُجنى بأعيُني … وقد عزَّ حتى إنه ليس يُقْطَفُ

وعَطْفَةُ صُدْغٌ لو تعلَّمَ عَطْفَها … لكان على عُشَّاقِه يَتعَطَّفُ

وقال وكتب بها إلى جَعفر بن فَلاح والي دمشق قبل لقائه: [من البسيط]

الكُتْبُ مُعْذِرَةٌ والرُّسْلُ مُخْبِرَةٌ … والحقُّ مُتَّبَعٌ والخيرُ مَوجودُ

والحَرْبُ ساكِنةٌ والخيلُ صافِنَةٌ … والسِّلْمُ مُبْتَذَلٌ والظِّلُّ مَمْدودُ

وإن أَنَبْتُم فمَقْبولٌ إنابَتُكم … وإن أَبَيتُم فهذا الكُورُ مَشْدودُ

على ظُهورِ المَطايا أو يَرِدْنَ بنا … دمشقَ والبابُ مَهْدومٌ ومَرْدودُ

إني امرؤٌ ليس من شأني ولا أَرَبي … طَبلٌ يَرِنُّ ولا نايٌ ولا عُودُ

ولا اعتكافٌ على خَمرٍ ومَجْمَرَةٍ … وذاتِ دَلٍّ لها دَلٌّ وتَفْنيدُ

ولا أَبيتُ بَطينَ البَطْنِ من شِبَعٍ … ولي رَفيقٌ خَميصُ البَطْنِ مَجهودُ

ولا تسامَتْ بي الدُّنيا إلى طَمَعٍ … يومًا ولا غَرَّني فيها المواعيدُ (١)

[محمد بن إسحاق]

ابن إبراهيم بن أَفْلَح بن رافِع بن إبراهيم بن أفلح بن عبد الرَّحمن بن عُبيد بن رِفاعَة، أبو الحسن، الأنصاريّ، الزُّرَقيّ.


(١) تاريخ دمشق ٤/ ٤٠٠ (مخطوط)، والسير ١٦/ ٢٧٤، وتاريخ الإسلام ٨/ ٢٠ - ٢١ و ٢٥٤.