للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمسير، وأَظهِر أنَّك إنَّما وجَّهتُك مددًا لعلي بن عيسى.

ثم كتب كتابًا بخطِّه إلى عليِّ بن عيسى يشتمه ويقذف أمَّه ويقول: رفعتُ من قدرك، ونوَّهت باسمك، وأوطأتُك سادةَ العرب، وجعلت أبناءَ الملوكِ العجم خَوَلك وأَتباعَك، فكان جزائي أن خالفتَ عهدي، ونبذتَ وراءَ ظهوك أمري، حتى عِثْتَ في الأرض وظلمتَ الرَّعية، وقد ولَّيتُ هَرْثَمةَ بن أَعيَنَ مولاي ثغرَ خراسان، وأمرتُه أن يشدَّ وطأتَه عليك وعلى ولدك وكتَّابك وعمَّالك، ولا يتركَ وراء ظهرِكم درهمًا واحدًا، ولا حقًّا لمسلمٍ ولا معاهدٍ إلَّا أخذكم به، حتى يردَّ الحق إلى أهله. وذكر كلامًا هذا معناه.

وكان أهلُ خراسان قد كتبوا إلى هارونَ أنَّ رافعًا لم يَخلع ولا خرج عن الطاعة، وإنَّما السببُ الموجبُ لخروجه وخروجِ أهل خراسانَ معه ظلمُ عليِّ بن عيسى، فإنَّه قد سامهم العَسف.

ولما سار هرثمة، شيَّعه هارونُ إلى النَّهروان وأَوصاه بما يعتمد عليه.

وفيها وقع الثلجُ بمدينة السلامِ [وحكاه جدِّي في "المنتظم" (١) وزاد بأن قال: فكان] مقدارَ أربعِ أصابعَ مفرَّجة. [قلت: وإنَّما يُستعظم هذا ببغدادَ لأنَّ الثلجَ قليلُ الوقوعِ بها، وإلا فهو في غيرها قامات.

وحجَّ بالناس الفضلُ بن العباسِ بنِ محمَّد بنِ علي وهو أمير على مكَّة] (٢).

فصل وفيها توفي

عيسى بنُ يونسَ

ابنِ أبي إسحاقَ السَّبيعي، أبو عَمرٍو الكوفي (٣).

من الطبقة السابعةِ من أَهل الكوفة. انتقل إلى الشَّام ونزل ثَغرَ الحَدَث، فأَقام به


(١) ٩/ ١٩٤. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) بعدها في (ب): والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. اهـ. وتنتهي السنة بها.
(٣) تاريخ بغداد ١٢/ ٤٧٣، المنتظم ٩/ ١٩٥، تاريخ الإسلام ٤/ ٩٣٩، السير ٨/ ٤٧٣، تهذيب الكمال (٥٢٦٢).