للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تكاملت عمارة دار السُّلْطان ببغداد التي تولَّى عِمارتها بِهْروز الخادم، وحَمَلَ إليها أعيانُ الدَّوْلة أنواعَ الفُرُش والبُسُط والأواني، وأمَر السُّلْطان أن يحضرها القُضَاة والأشراف والصُّوفية والقُرَّاء، فحضروا، وقرؤوا القرآن فيها ثلاثةَ أيامٍ متوالية (١).

وفيها تُوفِّي (٢)

علي بن جعفر بن القَطَّاع (٣)

أبو القاسم السَّعدي، الصِّقِلِّي، مِنْ كبار علماء صِقِلِّية، صنفَ كتابًا سَمَّاه: "الدُّرَّة الخطيرة في ذكر شُعراء الجزيرة" (٤)، يعني جزيرة صِقِلِّية، قَدِمَ مِصر، ومَدَحَ الأفضل [ابن أَمير الجيوش] (٥)، ومِنْ شِعْره في الزُّهْد: [من الوافر]

تَنَبَّهْ أيُّها الرَّجُلُ النَّؤوْمُ … فقد نَجَمَتْ بعارضِكَ النُّجومُ

وقد أبدى ضِياءُ الصُّبحِ عَمَّا … أَجَنَّ ظلامَهُ اللَّيلُ البهيمُ

فلا تَغْرُرْكَ يَا مغرورُ دنيا … غَرورٌ لا يدومُ لها نعيمُ

وقيل: إنَّه مات سنةَ ثمانٍ وخمس مئة، وقيل: عاش إلى آخر زمانِ الأفضل.

وذكر في كتاب: "الدُّرَّة الخطيرة"، جماعةً من الفُضَلاء، منهم أبو الحسن عليُّ بنُ عبد الرَّحْمَن بن أبي البِشْر الكاتب الأَنْصَارِيّ، له بيتان جَمَعَ فيهما حروفَ المعجم، وهما: [من البسيط]


(١) انظر "المنتظم": ٩/ ١٨٢.
(٢) لم يضبط سبط ابن الجوزي سنة وفاته، فذكرها في هذه السنة (٥٠٩ هـ) وتابعه ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٠٩، وقال السبط -كما سيأتي في الترجمة- وقيل: إنه مات سنة ثمانٍ وخمس مئة، وقيل: عاش إلى آخر زمان الأفضل. قلت: يعني إلى سنة (٥١٥ هـ) -وهذا القول الأخير هو الصحيح في تاريخ وفاته كما ذكر ذلك جمهور من ترجم له- وذكر ياقوت في "معجم الأدباء" أنَّه تُوفِّي سنة (٥١٤ هـ).
(٣) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء المغرب: ١/ ٥١ - ٥٥، و"معجم الأدباء": ١/ ٢٧٩ - ٢٨٣، و"إنباه الرواة": ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٩، و"وفيات الأعيان": ٣/ ٣٢٢ - ٣٢٤، و"سير أعلام النبلاء": ٤٣٣ - ٤٣٥.
(٤) وهو كذلك صاحب كتاب "الأفعال"، وهو مطبوع، مشهور، متداول.
(٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).