للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مكحول الشامي]

أبو عبد الله، من الثالثة من أهل الشام، قال: كنت مولًى لعمرو بن سعيد بن العاص، فوهَبَني لرجل من هُذَيل بمصر، فأنعمَ عليَّ بها، فما خرجت من مصر حتَّى ظننتُ أنَّه ليس بها علم إلا وقد سمعتُه، ثم قدمت المدينة، فما خرجتُ منها حتى ظننتُ أنَّه ليس بها علمٌ إلا وقد سمعتُه، ثم لقيتُ الشعبيَّ فلم أرَ مثلَه (١).

واختلفتُ إلى شُريح ستة [أشهر] (٢) لم أسأله عن شيء، أكتفي بما أسمعُه يقضي به.

ورأيتُ أنس بنَ مالك في مسجد دمشق، فسلَّمتُ عليه، وسألتُه عن الوضوء من شهود الجنازة، فقال: كنَّا في صلاة ورجعنا إلى صلاة، فما بال الوضوء فيما بين ذلك (٣)؟

وكان في يده خاتمٌ من حديد نَقْشُه: ربِّ باعِدْ مكحولًا من النار.

وكان يتختَّم في يساره، ويأخذ العطاء، فيتقوَّى به على جهاد عدوّ الله.

ورُويَ أنَّه كان من أهل كابُل، وكان يقول بالقدر (٤)، وكان ضعيفًا في حديثه وروايته.

ومات سنة اثنتي عشرة ومئة، وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة ثماني عشرة ومئة (٥).

معاوية بن قُرَّة

ابن إياس، أبو إياس المُزَنيّ، من الطبقة الثانية من أهل البصرة، كان ثقةً، وله أحاديث (٦).


(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٥٦، وتاريخ دمشق ١٧/ ١٦٤ (مصورة دار البشير).
(٢) في (ب) و (خ) (والكلام منهما وليس هو في ص): اختلفت إلى شريح سنة. والمثبت من طبقات ابن سعد ٩/ ٤٥٦، وتاريخ دمشق ١٧/ ١٦٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٥٦، وتاريخ دمشق ٣/ ١٥١ (مصورة دار البشير- ترجمة أنس بن مالك ).
(٤) نقل ابن عساكر ١٧/ ١٧٥ عن ابن معين قوله: كان مكحول قدريًّا ثم رجع.
(٥) ينظر ما سلف في "طبقات ابن سعد" ٩/ ٤٥٦ - ٤٥٧. وينظر أيضًا "تاريخ دمشق" ١٧/ ١٧٧ - ١٧٨.
(٦) طبقات ابن سعد ٩/ ٢١٩.