للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السادسة والثمانون وثلاث مئة]

[ذكر هلال بن الصابئ أنَّ] فيها في المُحرَّم ادَّعى أهلُ البصرة أنهم كشفوا عن قبر عتيق، فوجدوا فيه ميتًا طريًّا بثيابه وسيفه، وأنه الزبير بن العوام، فأخرجوه وكفَّنوه، ودفنوه بالمِرْبد، وبنى عليه الأمير أبو المسك عنبر بناءً، وجعله مشهدًا، ونُقِلَتْ إليه القناديلُ والحصيرُ والآلاتُ، وأُقيم [فيه] قُوَّامٌ وحفَظةٌ، وأُوقِفَتْ عليه وقوفٌ (١).

وفي المُحرَّم أيضًا توفيت بنت عضد الدولة زوجةُ الطائع وحُمِلتْ تركتُها إلى بهاء الدولة، وفيها جواهر كثيرة.

وفي شوَّال خَلَعَ الخليفةُ على أبي الحسن ابن حاجب النعمان واستكْتَبَه.

وفيها قُلِّد أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن المهتدي الصلاةَ [في جامع المنصور، وأبو بكر التمام بن محمد بن هارون الصلاة في] (٢) جامع الرُّصافة.

[وفيها] حجَّ بالناس أبو عبد الله بن عبيد الله العلوي، وحمل أبو النجم بدر بن حسنويه [والي الجبل] خمسة آلاف دينار مع وجوه القوافل الخراسانية؛ ليدفع إلى الأُصَيفِر عوضًا عما كان يُجبى إليه من الحاجِّ في كل سنة، وجعل ذلك رسمًا، وزاد فيه من بعد، حتَّى بلغ تسعة آلاف دينار إلى حين وفاته.

وفيها تُوفِّي

أحمد بن إبراهيم بن محمد (٣)

أبو حامد، النيسابوري، المُزَكِّي، وُلدَ سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، وصام الدهرَ تسعًا وعشرين سنة، وتوفِّي ثالث عشر شعبان. قال الحاكم: وعندي أنَّ المَلَكَ لم يكتُبْ


(١) جاء بعدها في (م) و (م ١) ما نصُّه: قلتُ: قد ذكرنا أن الزبير قُتل بوادي السباع بعيدًا عن البصرة، ويحتمل أن يكون الرجل طلحة بن عبيد الله، وقد ذكرنا أن ابنته نقلته من المكان الَّذي كان فيه إلى الموضع الَّذي يُعرف اليوم بقبره، وكيف يبقى الزبير نيِّفًا وثلاثين سنة، وقد ذكرنا أن قاتل الزبير أتى بسيفه إلى علي بن أبي طالب وخاتمه، فيحتمل أن هذا الرجل من بعض القتلى الذين قتلوا بالبصرة في بعض الفتن.
قلت: والخبر -دون هذه الزيادة- في المنتظم ١٤/ ٣٨٣، وكذلك الأخبار الآتية.
(٢) ما بين حاصرتين من المنتظم ٢١٤/ ٣٨٣.
(٣) تاريخ بغداد ٤/ ٢٠، والمنتظم ١٤/ ٣٨٤.