وكان عمرو قد قتل في ذلك اليوم زيدَ بن صُوحان وكُنيته أبو عائشة، وهند بن عمرو، ويُقال له الجَمليّ، [وعلباء بن الهيثم السدوسي].
قال سيف وكان يَحمل ويقول:[من الرجز]
إني لمن أنكَرَني ابنُ يثرِبي
قاتلُ عِلباءَ وهندَ الجَملي
ثم ابن صُوحانَ على رأي عليّ
وجاء عمار بعمرو بن يَثربي إلى بين يدي أمير المؤمنين، فقال: يا عمار، اقتُلْه، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، استَبْقِني، فقال: ويَحك بعدما قتلتَ خيار أصحابي: زيد بن صُوحان، وعلباء بن الهيثم، وهند بن عمرو، أستبقيك؟! لا والله، فقتله عمار.
وقال أبو اليقظان: لما رأى أمير المؤمنين يومئذ الرُّؤوسَ تُنْدَر، ضمّ الحسنَ ابنَه إلى صدره وقبَّله وقال: يا حسن، أيُّ خيرٍ يُرجى بعد هذا اليوم؟ فقال: يا أبتِ قد كنتُ نَهيتُك عن مثل هذا، فقال: ما كنتُ أظنُّ أن الأمر يَبلغ إلى مثل هذا، ليت أنني متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
ومضى الزبير هاربًا على وجهه، فقُتل بوادي السّباع.
وجاء طلحةَ سهمٌ غَرْبٌ فخلَّ رُكبتَه بصَفحة الفرس، فحملوه إلى البصرة فمات، وسنذكر سيرتَهما في آخر السنة.
وقُتل محمد بن طلحة، وغُلب ابنُ الزبير من الجراحات، فألقى نفسه بين القتلى.
ذكر عَقْرِ الجمل
قال علماء السير: وحملت السَّبَتيَّةُ على الجمل والأشتر يَقدمُها، وزِمامه بيد عبد الله بن حكيم بن حِزام، فضربه الأشتر فجرحه جُرحًا موثقًا، ولم يبقَ أحدٌ من بني عامر وضَبّة إلا وأُصيبَ عنده.
قال سيف: وكان آخر مَن قاتل عليه زُفَر بن الحارث، وزِمامُه بيده وهو يقول:[من الرجز]