للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالد بنُ سعيد

ابن العاص بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَيٍّ، أبو سعيد الأموي، من الطبقة الأولى من المهاجرين.

قال ابن سعدٍ: وأمُّ خالد بنتُ خَبَّاب بن عبد ياليل من كنانة (١).

أسلم قديمًا لرؤيا رآها، ذكرها أبو اليقظان وموسى بنُ عقبة، عن أمِّ خالد بنت خالد بن سعيد قالت: قال أبي: لما كان قُبيل المبعث، رأيتُ في المنام كأن ظُلمة غَشِيت مكَّة، حتى لا يُبصِرُ أحدٌ كفه، ثم ظهر نورٌ فعلا في السماء، فأضاء البيتَ ومكَّة، ثم امتدَّ الضوء إلى نجدٍ ويثرب، حتى إني لأنظر إلى البُسْر في النخل، قال: فانتبهتُ، فقصصتُها على أخي عمرو بن سعيد، وكان جَزْلَ الرأي فقال: يا أخي، إنَّ هذا الأمر سيكون في بني عبد المطلب، قال خالد: فهداني اللَّه إلى الإِسلام، ثم ذكرها بعد إسلامه لرسول اللَّه فقال: "أنا ذلك النورُ" (٢).

قالت أم خالد: فأبي واللَّه أوَّل الناس إسلامًا، ثم عمّي عمرو بن سعيدٍ بعده.

وقد ذكر هذه الرؤيا ابن سعدٍ عن خالدٍ قال: رأيتُ ظُلمةً غشِيت مكَّة، فخرج نورٌ من زمزم مثل ضوء المصباح، فارتفع وعلا وسطع، فملأ السهل والجبل، ثم انحدر إلى يثرب حتى أضاءَ البُسْرَ في النخل، وسمعتُ قائلًا يقول في الضوء: سبحانه سبحانه، ذهبت الظُّلمةُ، وهلك ابن ماردٍ بهضبة الحصى بين أَذْرح والأكمة، سَعِدت هذه الأُمة، جاء نبيُّ الأميين، وبلغ الكتابُ أجلَه، كذبته هذه القرية، بَعدت بَعدت مرَّتين، فقصها على أخيه عمرو بن سعيد فقال له: إن هذا الأمر في بني عبد المطلب، ألا ترى أن النور من حُفْرة أبيهم (٣)؟!

وذكر الشيخ الموفق في الأنساب قال: قالت أم خالد بنت خالد: كان أبي خامسًا في الإِسلام تقدَّمه عليٌّ وأبو بكر وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقّاص.


(١) طبقات ابن سعد ٤/ ٩٤.
(٢) تاريخ دمشق ٥/ ٤٤٨ (مخطوط)، وقال الدارقطني: هذا حديث غريب.
(٣) طبقات ابن سعد ١/ ١٦٦.