للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجالٌ من قريش، واللَّه ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتها، فأصبحنا ولو أن جبال مكة ذهبٌ أنفقناها في سبيل اللَّه ما أدركنا يومًا من أيامهم، ولئن فاتونا في الدّنيا لنَلْتَمسنَّ أن نُشاركهم في الآخرة (١).

وقال الواقدي: إنما خرج الحارث إلى الشام في خلافة أبي بكر، هو وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل غزاة، فنزلوا المدينة، فأتاهم أبو بكر في منازلهم، فسلَّم عليهم ورَحَّب بهم، وسُرَّ بقُدومهم (٢)، وهذا أَصَحّ.

واستشهد الحارث في سنة ثلاث عشرة بأجنادين.

وقال ابن الأعرابي: مرَّ خالد بن الوليد يوم اليرموك بالحارث وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وجماعة من بني المغيرة وغيرهم وهم صَرعى عِطاش، [فأتوا بماء] فتدافعوه، ينظر عكرمة إلى سهيل وهو ينظر إليه، فقال ابدؤوا به، فماتوا ولم يشربوا، فبكى خالد وقال: بنفسي أنتم (٣).

وقال الواقدي: مات الحارث بطاعون عمواس سنة ثماني عشرة (٤)، ويقال: إنه عاش إلى أيام عثمان، وذهب بصره.

ذكر أولاده: كان له من الولد عبد اللَّه: وُلد على عهد رسول اللَّه ، ولا صُحبة له، وحديثُه مُرسل.

وعبد الرحمن، كنيته أبو محمد، وكان اسمُه إبراهيم، فغيَّره عمر لما غيَّر إسامي الناس، وكانت عائشة رضوان اللَّه عليها تُثني عليه (٥)، وسنذكره سنة تسع وخمسين.

وأم حكيم زوجة عكرمة بن أبي جهل، أسلمت يوم الفَتْح، وتزوَّجها خالد بن سعيد بن العاص.

روى الحارث الحديثَ عن رسول اللَّه .


(١) الاستيعاب (٤٦٦)، والتبيين ٣٥٧ - ٣٥٨، وتاريخ دمشق ٤/ ١٤٠ (مخطوط)، والتوابين ١٤٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٠٤.
(٣) الاستيعاب (١٩٩١)، والتوابين ١٤٣ - ١٤٤، والتبيين ٣٦٥.
(٤) طبقات ابن سعد ٥/ ٤٤٤ و ٧/ ٤٠٤، وانظر تاريخ دمشق ٤/ ١٤١ - ١٤٤.
(٥) طبقات ابن سعد ٥/ ٥ وأنساب الأشراف ٥/ ٢٤٠، والتبيين ٣٦٠.