للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخذتهم زَعَقاتُ العامَّة من ورائهم، وطرحوا عليه ستر السُّطوح والآجُرّ، فانهزم كورتكين واستتر، وقُتل أصحابه في الطُّرُقات وسُلبوا، وكانت إمارتُه ثمانين يومًا.

ولمَّا استتر تقطَّع جيشُه، وبَطَل أمرُه، وظهر الكوفي فاستكتبه ابنُ رائق، وأمر المُسْتأمِنَة من الدَّيلَم برمي أسلحتهم، وأنفذ خاتمه إلى أربع مئة من أعيانهم تحصَّنوا بحصن بالنَّهْرَوان، فرجعوا إلى بغداد، فأنزلهم دار الفيل، ثم أمر الهودان فضربوا أعناقَهم بها، وكان قد استأسَرَ من قُوَّاد الديلَم بضعة عشر قائدًا، وضرب أعناقَهم.

وانهزم جماعة من الدَّيلَم إلى طريق خُراسان، فوقع عليهم خانٌ باتوا فيه فهلَكوا، ولم يبقَ ببغداد من الدَّيلَم أحدٌ.

وخلع المتقي على محمد بن رائق وطوَّقه، وسوَّره بسوارَين مرصَّعَين بالجوهر، وعقد له لواءً، وجعله أميرَ الأمراء، ومات بُخْتَيشوع بن يحيى المُتَطَبِّب.

وفيها أمر المتقي أبا جعفر الكوفي أنْ يلزم بيتَه، وكانت مدَّة وزارته ثلاثة وخمسين يومًا، ودبر الأمور أبو عبد الله الكوفي من غير تسمية بوزارة (١).

وفيها توفي

بَجْكم التركي (٢) أبو الخير

كان أمير الأمراء قبل مُلْك بني بُوَيه، وكان عاقلًا يفهم بالعربية ولا يتكلم بها بل بالترجُمان، ويقول: أخاف أن أخْطِئَ، والخطأ من الرئيس قبيحٌ.

وكان يقول: أنا وإن كنتُ لا أُحسن العلمَ والأدب فأحبُّ ألا يكونَ في الأرض أديبٌ ولا عالم إلا تحت ظلِّي.

وكان قد استوطَن واسِطًا، وقرَّر مع الراضي أنه يَحمل إليه في كلِّ سنة ثمان مئة ألف دينار بعد أن يزيح العلَّة (٣) في مؤونة خمسة آلاف فارس يقيمون بها.


(١) من قوله: وفيها استوزر المتقي القراريطي … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٢) في (ف م م ١): فصل ونعود لذكر وفاة بجكم التركي. وانظر في ترجمته ووفاته: تكملة الطبري ٣٢٦، والمنتظم ٩/ ١٤، والكامل ٨/ ٣٧١، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٣٢.
(٣) في (م): ربح العامة، وفي (ف م ١): يربح العامة، وفي مطبوع المنتظم ١٤/ ١٠: يخرج الغلة، والمثبت من (خ)، وهو موافق لما في (ص ك ل) والأصل من المنتظم كما أشار محققه.