للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الجوهري: والمعافر: حي من هَمْدان تُنسب إليهم الثياب المعافرية (١).

وحدَّث زهير عن عَلْقمة بن رِمثَة البَلَوي، وروى عنه سُويد بن قيس التُّجِيبي (٢).

فصل: وفيها توفي

[محمد بن موسى]

ابن طلحة بن عبيد الله التَّيمي، قال هشام بن محمد: كان عبد الملك بن مروان قد ولّى محمد بن موسى على سِجستان، وكتب له عهدَه عليها، وكتب إلى الحجّاج بأن يجهّز معه ألفي رجل، وأن يعجّل سراحه، فحسده الحجاج، وقال لمحمد: جاهد هذه المارقة، واذهب إلى عملك، وأخرجه فيمن أخرج، فقتله شبيب على ما ذكرنا.

وقال الهيثم: كتب عبد الملك عهدَ محمد بن موسى على سجستان، وقدم على الحجّاج، فقال له: إنك عامل على كل بلدٍ مررتَ به، وهذا شبيب في طريقك، فاعدل إليه.

فلما سار من الكوفة عدل إلى شبيب، فأرسل إليه شبيب: إنك أمير مخدوع، وقد لعب بك الحجاج، وقد كنت جاري، وللجوار حقٌّ، فانطلق لما أُمرت به؛ فإني أكره قتالك، فأبى إلا البراز، فبرز إليه شبيب، فضربه بالعمود الحديد، وكان وزنه اثني عشر رطلًا، فهشم البيضة ورأسَه، ثم كفّنه ودفنه، وابتاع ما غَنِم من عسكره، وبعث به إلى أهله، واعتذر إليهم، وقال لأصحابه: إني أَهَبُ ما غنمتُ من أهل الرِّدَّة.

وقال أبو عُبيدة مَعْمَر: كان محمد بن موسى مع عمر بن عبيد الله بن مَعْمر بفارس، وشهد معه قتال أبي فُدَيك، وكان على مَيمنته، وكان شجاعًا شديدَ البأس، وزوّجه عمر بن عبيد الله بن معمر ابنته أم عثمان، وكانت أخته تحت عبد الملك بن مروان، فولّاه سجستان، فمرّ بالحجاج، فقيل له: إن صار هذا إلى سجستان مع نَجدته وشجاعته وصهوه لعبد الملك، فلجأ إليه أحد ممن تطلبه؛ منعه منك، قال: فما الحِيلة، قيل: تأتيه فتسلّم عليه، وتذكر له نجدته وبأسَه، وأن شَبيبًا في طريقه وقد أعياك، وأنك ترجو أن يُريح الله منه على يده، ويكون له ذكر ذلك وشُهرته.


(١) "صحاح الجوهري" (عفر ٢/ ٧٥٣). وقول الجوهري هذا من (ص) و (م).
(٢) زاد في (م) بعدها: انتهت ترجمته، والحمد لله وحده. السنة السابعة والسبعون من الهجرة. اهـ. وانظر "تاريخ دمشق" ٦/ ٤٥٦ - ٤٥٨ (مخطوط)، و"المنتظم" ٦/ ١٨٤.