للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم الحسن بن الحسين (١) بن حمدان -الملقب بناصر الدولة ذي المجدين- من مصر أميرًا على دمشق، فأقام بها واليًا إلى سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة، وندب إلى حلب لقتال بني كلاب، فتوجَّه إليهم، وجرت له معهم وقعات، منها وقعة الفنيدق، فكُسِرَ ابنُ حمدان كسرةً عظيمةً قُتِلَ أكثرُ عسكره، وأُسِرَ الباقون، ومضى إلى مصر جريحًا. وقيل: كانت في شعبان.

وقال الرئيس أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي التميمي: وفي سنة خمسين وأربع مئة وصل الأمير ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن الحسين بن حمدان إلى دمشق واليًا عليها دفعةً ثانيةً بعد أن ولي (٢) يوم الاثنين النصف من رجب، فأقام يجمع أموالها، ويسوس أحوالها، إلى أن ورد عليه الأمر من مصر بالمسير إلى حلب، فتوجَّه إليها في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين، واتفقت الوقعة المشهورة عند الفنيدق بظاهر حلب يوم الاثنين مستهلَّ شعبان، فانهزم ناصر الدولة مفلولًا جريحًا، واستولت العرب على ما كان معه. قال المصنف : ومعنى قوله: ورد دمشق دفعة ثانية؛ أن ناصر الدولة كان قد ولي دمشق سنة ثلاث وثلاثين بعد أمير الجيوش أنوشْتِكين، وورد في صحبة ناصر الدولة إلى دمشق الشريف فخر الدولة أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الحسن نقيب الطالبيين، فأقام ناصر الدولة إلى سنة أربعين، فعُزِلَ في رجب، وحُمِلَ مقبوضًا عليه إلى مصر.

[وفيها] تُوفِّي

داود جُغري بك (٣)

أخو السلطان طُغْرُلْبَك، وهو الأكبر، ولم يقدم بغداد، وكان مقيمًا بخراسان بإزاء أولاد محمود بن سُبُكْتِكين وداود حمو القائم، وكان عاقلًا شجاعًا مدبِّرًا حليمًا جوادًا، رضي بخراسان، وكانت وفاته ببَلْخ، ومضى ولداه ياقوتي وقاوَرْت بك من


(١) في الأصلين (خ) و (ف): الحسين بن الحسن، والصواب: الحسن بن الحسين، كما سيأتي قريبًا، وكما في معظم المصادر.
(٢) في (ف): بعد أولى.
(٣) ما بين حاصرتين من (ف).