للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدعْ منهم أحدًا إلا أعطاه وأغناه، فيقال: إنَّ أحدًا من الخلفاء لم يعطهم مثل ذلك (١).

ثمَّ سار إلى البيت المقدس وقد هدمتهُ الزلازل، فشكا إليه أهله، فقال: قد علمتُم الحال، وما عندي مال، وسوفَ أنظر فيه إن شاء الله تعالى، ثم خرج من بيت المقدس ونزلَ دمشق، وسار على الشام حتى وافى الرقة، وآتى بمنصور بن جعونة العامري فقتله (٢).

وكتب إلى صالح بن علي وهو على الصائفة ببناء المصميصة، ثم سلك على البلاد الفراتية حتى أتى هاشمية الكوفة، وبعث بالرواد إلى مكان بغداد.

وكان العمال بحالهم إلَّا خراسان؛ فإنَّ عاملها عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي.

[فصل] وفيها توفي

[سلمة بن دينار]

أبو حازم المدني، مولى بني أشجع (٣)، وقيل: مولى الأسود بن سفيان المخزومي (٤) وهو من الطبقة الرابعة من أَهل المدينة، وكان أعرج عابدًا زاهدًا ورعًا ثقةً صدوقًا كثيرَ الحديث، لم يكن في زمانه مثله، وكان يقصُّ بعد الفجر والعصر في مسجد المدينة.

وقدم سليمان بن عبد الملك المدينة، وبعثا إليه فأتاه، فسأله عن حاله، وقال له: يا أبا حازم [ما] (٥) مالك؟ قال: لي مالان، قال: وما هما؟ قال: الثقة بالله، واليأسُ ممَّا


(١) المنتظم ٨/ ٢٨.
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ٥٠٤، والكامل: ٥/ ٥٠٠.
(٣) كذا في (ب) و (خ) و (د). والصواب -كما في طبقات ابن سعد ٧/ ٥١٥ - مولى لبني شِجع من بني ليث بن بكر …
وقال المزي في تهذيب الكمال ١١/ ٢٧٢: ويقال: مولى لبني شجع من بني ليث وهو شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وقال بعضهم: أشجع وهو وهم، ليس في بني ليث أشجع؛ إنما فيهم شِجْع، وقال ذلك أبو علي الغساني الحافظ. اهـ.
(٤) هو قول البخاري، كما في التاريخ الكبير ٤/ ٧٨.
(٥) ما بين حاصرتين من (د).