للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الأصمعيُّ: سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح أكان إسحاق أم إسماعيل؟ قال: أين ذهب عنك عقلك؟ ومتى كان إسحاق بمكَّة؟ وإنما كان بها إسماعيل، وهو الذي بنى البيت مع أبيه، والنحر بمنىً لا شك فيه.

وقال أبو إسحاق الثعلبي: سمعت أبا القاسم الحَبِيبي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن المنذر الضرير يقول: سمعت أبا محمد الزنجاني المؤذن يقول: سئل أبو سعيد الضرير عن الذبيح فقال:

إنَّ الذَّبِيح -هديت- إسماعيلُ … نطق الكتابُ بذاك والتَّنزيلُ

شرفٌ به خصَّ الإله نبيَّنا … وأبانَهُ التفسيرُ والتأويلُ

وروى مجاهد عن ابن عباس قال: لما أُمِرَ إبراهيم بذبح ولده عرض له الشَّيطان عند المشعر [الحرام] فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فذهب، ثم عرض له عند الجمرة الثانية والثالثة وهو يرميه بسبع حصيات حتى مضى إبراهيم لأمر الله تعالى (١).

[وجه قول القائلين بأنه إسحاق]

قال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن الأحنف بن قيس عن رسول الله أنه قال: "الذي أرَادَ إبراهيمُ ذبحه إسحَاق" (٢).

وقال أبو إسحاق بإسناده أيضًا عن عمر بن حفص عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله : "يَشفَعُ إسحاقُ بعدي فيقُولُ: يا ربِّ، صدَّقتُ نبيَّكَ وَجُدتُ، بنفسي للذَّبحِ فلا تُدخِلِ النَّارَ من لا يُشرِكُ بِكَ شَيئًا، فيقولُ اللهُ: لا أُدخِلُ النَّارَ من لا يشرِكُ بِي شَيئًا" (٣).

وروى العباس عن النبي أنه قال: "الذَّبيحُ إسحَاق". وأسنده جدي في "التبصرة"


(١) أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ٢٧٦، وفي تفسيره ١٩/ ٦٠٣، وانظر "عرائس المجالس" ص ٩٧، وما بين معكوفتين من المصادر.
(٢) "عرائس المجالس" ص ٩٤.
(٣) "عرائس المجالس" ص ٩٤.