للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يتكلم عليه ولا بيَّن ما فيه، وذكر في إسناده المبارك بن فَضَالة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس (١)، وفيه نظر لما نذكره ولأنَّ الله أخبر عن خليله حين فارق قومه مهاجرًا إلى الشام مع لوط وسارة فقال: ﴿وَقَال إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: ٩٩ - ١٠١].

وروى الثعلبي عن ابن مسعود قال: افتخر رجل عند ابن مسعود فقال: أنا فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال ابن مسعود: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن (٢).

وقال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن موسى مولى أبي بكر الصديق عن سعيد بن جبير قال: أُري إبراهيم ذَبْح ولده إسحاق في المنام فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة حتى أتى به المنحر بمنىً، فلمَّا صرف الله عنه الذَّبح وأمره بذبح الكبش فذبحه سار به في روحة واحدة مسيرة شهر طويت له الأودية والجبال.

وقال أبو إسحاق: وروى عبيد بن عُمير عن أبيه قال: قال موسى: يا ربِّ، يقولون: يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم ذلك؟ فقال الله: لأنَّ إبراهيم لم يعدل بي شيئًا قط إلَّا اختارني عليه، وإنَّ إسحاق جاد لي بالذبح، وهو بغير ذلك أجود، وإنَّ يعقوب كلَّما زدته بلاءً زاد بي حسن ظن (٣).

وذكر جدي في "التبصرة" هذا الحديث على غير هذا الوجه، عن العباس عن النبيِّ أنه قال: "قال داود: إلهي، أسمع الناس يقولون: إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فاجعلني رابعًا. قال الله: لست هناك، إنَّ إبراهيم لم يعدل بي شيئًا إلا اختارني عليه، وإنَّ إسحاق جاد لي بنفسه، وإنَّ يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف" (٤).

قال: وروى حمزة الزيَّات عن ابن إسحاق عن أبي ميسرة قال: قال يوسف للملك: تستنكف أن تأكل معي وأنا والله يوسف بن يعقوب نبيُّ الله، ابن إسحاق ذبيحُ الله، ابن


(١) "التبصرة" ١/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٢) "عرائس المجالس" ص ٩٣.
(٣) "عرائس المجالس" ص ٩٣.
(٤) "التبصرة" ١/ ١٣٦.