للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي شعبان ولد لشرف الدولة ولدان توأمان، فكنَّى أحدهما: أبا حرب، وسمَّاه: سلار، والثاني: أبا منصور، وسمَّاه: فناخسرو.

وفيها قدم بُكْتِكين التركي من مصر واليًا على دمشق ومعه العساكر، وكان قد استولى عليها قسَّام الحارثي، وكان صعلوكًا من [أهل] قرية تَلْفِيتا من جبل سَنيرِ فوق مَنين وكان لفقره ينقل التراب على الدواب، فترقَّى حالُه حتى ملك دمشق، وأقام بها مدة، فحصره بُكتِكين مدةً وحاربه، ثم أخذه أسيرًا، وبعث به إلى مصر، فعفا عنه العزيز بالله.

وفيها تُوفِّي

إسحاق بن المقتدر (١)

أبو محمد، والد القادر بالله، ولد سنة سبع عشرة وثلاث مئة، وتوفي ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسَّله ابن أبي موسى الهاشمي، وصلَّى عليه ابنه القادر، وهو يومئذٍ أمير، وحُمِلَ إلى الرُّصافة، فَدُفن عند شغَبٍ جدَّتِه والدة المقتدر، وأنفذ الطائع خواصَّه وخدمَه وحُجَّابَه لتعزية ابنه القادر، وشيَّعه الأشرافُ والقضاةُ وغيرُهم، وبعث شرف الدولة وزيره أبا منصور محمد بن الحسن ونِحرير الخادم وخواصَّه إلى القادر يُعزُّونه، ويعتذرون عنه لشكوى وجدها، وحزن الطائع عليه، وأظهر غمًّا بوفاته، وكان عاقلًا جليلًا.

وفيها توفي أيضًا

جعفر بن المكتفي (٢)

في صفر، وكان فاضلًا، كنيته أبو الفضل، ولد سنة أربع وتسعين ومئتين.

الحسن بن أحمد (٣)

ابن عبد الغفار، أبو علي الفارسي النحوي، ولد ببلدة فسا، وقَدِم بغداد، وسمع الحديث وبرعَ في علم النَّحْو وانفردَ به، وعَلَتْ منزلتُه، وصنَّف كتبًا كثيرةً حسنةً لم


(١) المنتظم ١٤/ ٣٢٤، والوافي بالوفيات ٨/ ٢٦٥.
(٢) المنتظم ١٤/ ٣٢٤.
(٣) تاريخ بغداد ٧/ ٢٧٥ - ٢٧٦، والمنتظم ١٤/ ٣٢٤ - ٣٢٥، ٢٧٥ - ٢٧٦، ومعجم الأدباء ٧/ ٢٣٢ - ٢٦١، وإنباه الرواة ١/ ٢٧٣ - ٢٧٥. وينظر السير ١٦/ ٣٧٩ - ٣٨٠.