للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاد معزُّ الدولة والمُطيع إلى بغداد وقد استولى على البصرة وواسط وتلك النَّواحي.

ولمَّا وصل معزُّ الدولة والمُطيع إلى بغداد أطلق هبةَ الله بن ناصر الدولة وردَّه إلى أبيه، واصطلحا على مال، ولم يحجَّ أحدٌ من بغداد.

وفيها توفي

[أحمد بن جعفر]

ابن محمد بن عُبيد الله بن يزيد، أبو الحسين، المعروف بابن المُنادي البغدادي (١).

ولد سنة سبع وخمسين ومئتين لثمان عشرة خلت من ربيع الأول، وسمع الكثير، وصنَّف كتبًا كثيرة، وجمع علومًا جَمَّة.

قال أبو يوسف القَزْويني: صنَّف في علوم القرآن أربع مئة ونيِّفًا وأربعين كتابًا، ليس فيها شيءٌ من الحَشْو، جمع فيها بين حُسن العبارة، وعلوِّ الرِّواية، والدِّراية.

ولم يسمع الناس منه إلا الشيء اليَسير لشَراسة أخلاقه، وقال أبو الحسن بن الصَّلْت: كنا نَمضي إلى بابه لنسمعَ منه، فتخرج إلينا جاريةٌ فتقول: كم أنتم؟ فقالت لنا مرةً: كم أنتم؟ فقلنا: ثلاثةَ عشر، وكان قد تبعنا رجلٌ عَلَويٌّ، وما كنا حَسَبناه ولا غلامه، فأذن لنا فدخلنا، فلمَّا رآنا خمسة عشر قال: انصرفوا اليوم فلستُ أحدّثكم، فانصرفنا، وظننَّا أنَّه قد عرض له شغل، ثم عدنا إليه وجلسنا ثانيًا ولم يحدثنا، فقلنا: ما السبب؟ فقال: لأنكم كذبتُم في عددكم، ومَن يكذب في هذا المقدار لا يؤمَن أن يكذب فيما هو أكبر منه، فاعتذرنا إليه وقلنا: نحن نتحفَّظ فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وكانت وفاته في المحرَّم ببغداد، ودُفن في مقابر الخَيزُران.

[محمد بن علي بن إسماعيل]

أبو بكرٍ، الشَّاشي، ويعرف بالقَفَّال، أحد أئمة الشافعية.


(١) تاريخ بغداد ٥/ ١١٠، طبقات الحنابلة ٢/ ٣، المنتظم ١٤/ ٦٥، السير ١٥/ ٣٦١، تاريخ الإسلام ٧/ ٦٩٨.