للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى خزيمة عن علي وجماعة من الصحابة، وروى عنه جابر بن عبد الله وابناه عبد الله وعُمارة في آخرين.

وليس في الصحابة مَن اسمُه خُزَيمة بن ثابت غيره.

وقال أحمد بإسناده عن خُزَيمة بن ثابت: أنَّه رأى في المنام أنَّه يُقَبِّل النبي ، فأتى النبيَّ فأخبره بذلك، فناوله النبي فقتل وَجْهه.

وفي رواية أحمد أيضًا: أن خزيمة رأى في منامه كأنه سَجد على جَبهةِ رسول الله ، فأخبر رسول الله وفقال: "صدقتْ رُؤياك"، واضطجع، فسجد خُزَيمة على جبهة رسول الله (١).

وفيها توفي

ذو الكَلَاع

وكُنيته أبو شُرَحْبيل، وقيل: أبو شَراحيل الحِميريّ، وهو ابن عمّ كعب الأحبار، وقد ذكره الجوهريُّ فقال: ذو الكَلاع بالفتح: اسم مَلِكٍ من ملوك اليمن من الأَذْواء، قال: والكَلَع شُقاقٌ يكون في القَدَم (٢).

وقال ابن مَنْده: أدرك ذو الكَلاع رسول الله وكان في زمانه، ولم يره، وراسله بجرير بن عبد الله البَجَلِيّ.

قلت: وقد قرأتُ على شيخنا الموفق من كتاب "التوَّابِين" عن الأصمعيّ قال: كان رسول الله قد كاتب ذا الكَلاع من ملوك الطّوائف على يد جرير بن عبد الله، يدعوه إلى الإسلام، وكان قد استَعْلى أمرُه حتَّى ادَّعى الرُّبوبيَّة، وأُطيع، حتَّى توفِّي رسول الله قبل عَودة جرير، وأقام ذو الكَلاع على ما هو عليه إلى أيام عمر، ثم رَغِب في الإسلام، فقدم على عمر ومعه ثمانيةُ آلاف عبد، فأسلم على يده، وأعتق منهم أربعة آلاف، فقال له عمر: بِعْني ما بقي وأعطيك ثُلُثَ أثمانهم باليمن، وثُلثًا


(١) مسند أحمد (٢١٨٦٣) و (٢١٨٦٤). وانظر في ترجمة خزيمة إضافة إلى ما ذكر من مصادر: طبقات ابن سعد ٨/ ١٧٤، والاستبصار ٢٦٧، والسير ٢/ ٤٨٥، وتهذيب الكمال وفروعه.
(٢) الصحاح (كلع) ٣/ ١٢٧٧.