للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثاني: أن رسول الله كان مخصوصًا بذلك، فحينئذٍ لا خلاف.

وقال الواقدي: شهد خُزَيمة يوم مُؤْتَه فقال: بارزتُ رجلًا فأصبتُه، وكان على رأسه بَيضة فيها ياقوتةٌ حمراء، فأخذتُها وأتيتُ بها النبي ، فَنَفَلَنيها، فبعتُها في زمن عمر بن الخطاب بمئة دينار، فاشتريتُ بها حديقةَ نخلٍ في بني خَطْمَة (١).

ذكر وفاته:

عامة العلماء على أنَّه قُتل بصفين.

قال سيف: مات في أيام عثمان، وهو وهم منه.

قال أحمد بن حنبل بإسناده، عن محمد بن عُمارة بن خُزَيمة بن ثابت قال: ما زال جدّي مع علي بصفّين كافًّا سلاحَه - وكذا كان يوم الجمل - حتَّى قُتل عمار يومَ صفين -أو بصفّين - فقال خزيمة: الله أكبر، سمعتُ رسول الله يقول لعمار: "تقتلُك الفِئةُ الباغية"، فسَلّ سيفَه، فقاتل حتَّى قُتل (٢).

ورواه ابن عبد البر قال: فدخل فُسطاطه فاغتسل، ثم لبس سلاحَه وقال: قد بأن لي الأمر، ثم حمل فقاتل حتَّى قُتل، وهو ابن سبع وسبعين سنة (٣).

وكذا حكى جدي في "المنتظم" (٤) عن الواقدي أنَّه قال: شهد خُزيمة صفّين مع علي وقُتل يومئذ، وكانت يوم الفتح رايةُ بني خَطْمَة مع خزيمة.

وكان له من الولد عبد الله ومحبد الرحمن وعُمارة، وأمُّهم جَميلة بنت زيد، وقيل: أمُّ عُمارة: صَفيّة بنت عامر (٥).

أسند خُزيمة عن رسول الله أحاديث، وأخرج له أحمد منها سبعة، وليس في الصحيح سِوى حديث واحد، انفرد بإخراجه مسلم، وهو في مُسند أسامة بن زيد لاشتراكهما في روايته (٦).


(١) مغازي الواقدي ٢/ ٧٦٩ ووقع فيه تصحيف وخطأ من المحقق.
(٢) مسند أحمد (٢١٨٧٣).
(٣) الاستيعاب (٦٣٩).
(٤) ٥/ ١٤٠.
(٥) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٩٧.
(٦) تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٩١، والحديث في صحيح مسلم (٢٢١٨) (٩٧) في الطاعون.