وهي كلُّها على توزون، والصَّرَع يعتريه، فقَطَع الجسر الذي على ديالى بينه وبين أحمد بن بويه، وضاق بابن بويه الحال، وتعذَّر عليه الطَّعام والعَلَف، فرجع إلى الأهواز، وصُرع توزون في ذلك اليوم، فعاد إلى بغداد مَشغولًا بنفسه.
واستقام أمرُ المستكفي ظاهرًا، وهو في الباطن مقهور، واستوزر أبا الفرج محمد بن علي السَّامَرِّي لستٍّ بقين من صفر، فأقام أربعين يومًا، ثم صرفه توزون بعد أن صادره على ثلاث مئة ألف دينار، فكانت وزارته أربعين يومًا، ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون، وأطلق توزون الوزيرَ ابن مُقْلَة بعد أن صادره بثلاثين ألف دينار.
وفيها سار سيف الدولة ابن حَمْدان إلى حلب فمَلَكَها، وكان أميرُها يانس المؤنسي، فخرج منها إلى مصر، وجهَّز الإخشيد جيشًا إلى سيف الدولة، فالتقوا على الرَّسْتَن، ثم سار إلى دمشق فملكها، وجاء الإخشيد فنزل طَبَرَيَّة، فتسلَّل أكثرُ أصحاب سيف الدولة إلى الإخشيد، فخرج سيف الدولة إلى حلب، فجمع القبائل من العرب وحَشد، وسار إليه الإخشيد، والتقَوا على قِنَّسْرِين، واقتتلوا، فهزمه الإخشيد، فهرب إلى الرَّقَّة، ودخل الإخشيد حلب.
ولم يحجَّ أحدٌ من العراق، ووقف بالناس عمر بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي.
واشتدَّ الغَلاء ببغداد، فهرب الرجال إلى البلاد وبقي النساء، فكُنَّ المُخَدَّرات يَخرُجْنَ عشرين عشرين من بيوتهن، مُعْتَمِداتٍ بعضُهن على البعض يصِحْن: الجوعَ الجوعَ، فإذا سقطَت واحدةٌ منهنَّ سقطت الباقيات موتى.
وفيها توفي
[أحمد بن محمد]
أبو عبد الله، البَريدي، المُتَغَلِّب على الأهواز والبصرة وغيرها (١).
وهو الذي قتل أخاه لأنَّه طلب منه مالًا فلم يُعطه، فقتله.
(١) أخبار الراضي والمتقي ٢٥٩، تكملة الطبري ٣٤٥، الكامل ٨/ ٤١٠، تاريخ الإسلام ٧/ ٦٣١.