للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاء الرجل فأخبر توزون، وجمع بينه وبين المستكفي سرًّا، وغيَّرت الشِّيرازِيَّةُ اسمَها وجعلته عَلَمًا، وصارت قَهْرَمانةَ الخليفة، واستولَت على أمره، ولمَّا سَمَله أحمد بن بُوَيه سَمَل القَهْرَمانة وقطع لسانَها (١).

ذكر سيرة المتقي:

كان كثيرَ العبادة والصيام والصَّلاة، وما شَرب مُسكِرًا قطُّ، وقطع دواوين النُّدَماء والمُغنِّين، وكسر المَلاهي ونفى أهلَها، واجتمعت في أيامه إسحاقات كثيرة سحقت الخلافة، منها وقوعُ رأس القُبَّة الخضراء، وكان يُكْنى أبا إسحاق، ووزيرُه القَراريطي يُكنى أبا إسحاق، وقاضيه الخِرَقي يُكنى أبا إسحاق (٢)، ومُحْتَسِبه ابن بَطْحاء يُكْنى أبا إسحاق، وصاحب شُرطته [أبو إسحاق بن أحمد، وكانت داره القديمة في دار إسحاق ابن] إبراهيم المُصْعَبي (٣) يُكنى أبا إسحاق، وكان يَسكن دار إسحاق بن كَنْداج، وكَفَّ عن كثيرٍ مما كان يَرتَكبه مَن تقدَّمه، وكان فيه وَفاءٌ وقَناعة.

وكانت خلافتُه ثلاثَ سنين وأحد عشر شهرًا وعشرين يومًا، وعاش طويلًا بعد خَلْعه وسَمْله خمسًا وعشرين سنة، وقيل: أربعًا وعشرين سنةً؛ لأنَّه مات سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وعمُره ستون سنة.

ولمَّا ولي الخلافة أقرَّ سليمان بن الحسن بن مَخْلَد على الوزارة، ثم استوزر أحمد بن مَيمون، ثم القَراريطي، ثم أبا العباس أحمد بن عبد الله الأصبهاني (٤)، ثم البريدي، ثم أبا الحسين علي بن محمد بن مُقْلَة، قال المصنِّف : وزر للراضي، وتوفي في هذه السنة الماضية (٥).

وفيها استولى أحمد بن بُوَيه على الأهواز والبصرة وواسِط في غيبة توزون، وخرج إليه توزون، وجاء أحمد فالتقَوا على دَيالى، وما زال الحرب بينهما تسعة أشهر،


(١) انظر تكملة الطبري ٣٤٧ - ٣٤٩، والكامل ٨/ ٤٢٠ - ٤٢١.
(٢) كذا قال، وإنما هو أحمد بن عبد الله بن إسحاق أبو الحسن، انظر تاريخ بغداد ٥/ ٣٨١، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٧٥.
(٣) ما بين معكوفين من تاريخ بغداد ٦/ ٥٥٥، والمنتظم ١٤/ ٦.
(٤) في (خ): ثم العباس بن أحمد الأصبهاني، وهو خطأ، والمثبت من مروج الذهب ٨/ ٣٤٥.
(٥) كذا (؟!).