للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجب، ودفن بتربته [إلى جانب مدرسته] (١)، وقد سمع الحديث [على شيخنا تاج الدين الكندي، وروى "اعتقاد الطحاوي" (٢) وغيره] (١).

محمَّد بن أَحْمد الإِمام الظاهر، أمير المُؤْمنين (٣)

قد ذكرنا ما جرى عليه من الشَّدائد والتعصُّب [الوافر الزائد] (١)، وما تجرَّع من الغُصَص [في أوقاته، وما وفت ولايته مدة يسيرة بوفاته] (١)، فكانت ولايته تسعة أشهر وأيامًا، فيا ليتها دامتْ أعوامًا، ولي سَلْخ رمضان، وتوفي في رجب، ومع هذا فإنَّه قام بأوامر الله بما وجب عليه، وغسله محمَّد الخَيَّاط الشَّاعر، [وحصل له مال وافر، وحُكي لي أنَّه] (١) دخل يومًا إلى الخزائن، فقال له خادمٌ: في أيامك تمتلئ. فقال: ما جعلتِ الخزائنُ لتمتلئ بل لتفرغ، وتنفق في سبيل الله، فإنَّ الجمع شُغْلُ التُّجَّار.

الباب السَّادس والثَّلاثون

في خلافة ولده أبي جعفر [منصور بن محمَّد، ولقبه] (١) المستنصر بالله.

بويع يوم ماتَ أبوه البيعة العامة، واستبشر النَّاس بطلعته، وسَعِدُوا بولايته، فإنَّه ظهرت منه مخايل الكرم والإحسان، والعَدْل [والامتنان] (١)، وتوفي سنة أربعين وست مئة، وسنذكره [هناك] (١) إنْ شاء الله تعالى.

يونس بن بَدْران، ويلقب بالجمال المِصْري (٤)

كان وكيل بيت المال في أيام العادل، فلما مات العادل وألبس المعظَّمُ القاضي زكي الدين الكلوتة والقَبَاء ولَّى الجمال المِصْري قضاءَ القُضاة بدمشق، وكان فاضلًا، عفيفًا، مهيبًا، ورعًا نَزِهًا، ودُفِنَ بداره.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) يعني "العقيدة الطحاوية"، وشرحها لابن أبي العز مشهور متداول.
(٣) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ١٨٢ - ١٨٣، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٩٢، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٤) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ١٧٣ - ١٧٤، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٨٧ - ٣٨٨، وفيه تتمة مصادر ترجمته.