والثالث: على بغلةٍ شهباء عليها سرج أحمر من أرجوان، ومعه أربعة آلاف مقاتل وثلاث مئة وصيفة عليهنَّ الحليُّ والحلل والزينة، على بغال شهب، قاله وهب. والأرجوان: صبغ أحمر. وقال مقاتل: كان معه سبع مئة جارية عليهن الحلي والحلل المصبَّغة بالأرجوان.
والرابع: أنه خرج في تسعة آلاف مقاتل، ومعه أمواله وذخائره وجواهره، فكاد أن يفتن بني إسرائيل.
[ذكر سبب هلاكه]
قوله: ﴿وَلَا يُلَقَّاهَا﴾ يعني: الكلمة التي قالها المؤمنون، وهي: ﴿ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ﴾ [القصص: ٨٠]، فأما الذي بطر وبغى فهلك.
وقال ابن عباس: لما أنزلت آية الزكاة في التوراة جاء قارون إلى موسى فصالحه على كل ألف دينار دينار، وعلى كل ألف درهم درهم، وعلى كل ألف شاة شاة، وعلى هذا الأسلوب، فحسب ذلك فوجده مالًا عظيمًا، فجمع بني إسرائيل وقال لهم: إن موسى يأمركم بكل شيء فتطيعونه، وهو الآن يريد أن يأخذ أموالكم، فقالوا: أنت كبيرنا فمرنا بما شئت، فقال: آمركم أن تعطوا فلانةَ - لبغيٍّ كانت في بني إسرائيل - مئةَ دينار لتقذفه ففعلوا؛ وجاء قارون إلى موسى فقال: إن قومك قد اجتمعوا لتأمرهم وتنهاهم، فخرج فقام فيهم خطيبًا وقال: يا بني إسرائيل، من سرق قطعناه، ومن افترى جلدناه ثمانين جلدة، ومن زنى وليس له امرأة جلدناه مئة، فإن كانت له امرأة رجمناه حتى يموت، فصاح به قارون وقال: وإن كنت أنت؟ قال: نعم، قال: فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرتَ بفلانة، فقال: عليَّ بها، فجاءت، فقال لها موسى: أنا من فعلت هذا الذي يقول هؤلاء؟ فقالت: لا والله يا نبيَّ الله، كذبوا، وإنما جعلوا لي جُعلًا حتى أقذفَكَ بنفسي، فسجد موسى ﵇ يبكي ويتضرع، فأوحى الله إليه مُرِ الأرض