للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أنت آمن، فقيل للعباس بعد ذلك: أكذا كان أبوه؟ فقال: لا والله، لقد رأيته وعليه عباءة قد خلّها، وهو يجرها على الشَّوك، ما نخاف على متاعنا يَسرقه غيره (١).

[عبد الله بن عمرو]

ابن عثمان بن عفان، المُطْرَف.

أمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأمها صَفيَّة بنت أبي عُبيد بن مسعود الثقفي، وأمها عاتكة بنت أَسِيد بن أبي العِيص، وأمها زينب بنت أبي عمرو بن أمية (٢).

وحكى ابن عساكر أن أُمَّ المِطْرَف: رَمْلة بنت معاوية بن أبي سفيان.

وعبد الله من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة، ويقال له المِطرف لجماله وحُسنه، وفيه يقول موسى شَهَوات: [من الخفيف]

ليس فيما بدا لنا منك عَيبٌ … عابه الناس غيرَ أنَّك فَانِ

أنت خيرُ المتاع لو كنتَ تبقى … غير أنْ لا بقاءَ للإنسانِ

وقال جميل لبُثينة: ما رأيتُ عبد الله بن عَمرو يَخطر بالبلاط إلا غرتُ عليك وأنت بالجَنَاب.

قال ابن عساكر: كان ثابت بن عبد الله بن الزبير إذا وَفد على عبد الملك بن مروان نهى بني أمية عن كلامه، فخرج ثابت يومًا من عنده، فمرّ بعبد الله بن عمرو بن عثمان، وهو جالس في نَفَرٍ من أهل الشام، فجعل ثابت يتصفح وجوهَهم، فقال له عبد الله: إلام تنظر؟ فهؤلاء قتلَةُ أبيك، فقال ثابت: لكن أبوك ما قتله إلا حَمَلَةُ القرآن.

وكان عبد الله مُمَدَّحًا؛ مدحه الفرزدق وغيره، وتوفي بمصر سنة ست وتسعين (٣).

ذكر أولاده:

فولد عبد الله: خالدًا، وعبد الله، وعائشة، تزوجها سليمان بن عبد الملك فولدت له، وأمهم أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأمها أم الحسن بنت الزبير بن العوام. وأمها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضوان الله عليهما.


(١) "تاريخ دمشق" ٣٢/ ٩٢. وقوله: خَلَّها أي: جمعَ أطرافَها بخِلالٍ؛ من عُودٍ أو حديد.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٣٩٧.
(٣) "تاريخ دمشق" ٣٧/ ١٩٣، ١٩٥، ١٩٧، ١٩٨، وانظر "أنساب الأشراف" ٥/ ٢٦٠.