للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان إمامًا فاضلًا، وهو أول مَن صنَّف في الجَدَل، وتوفي في صفر (١).

ومن شعره: [من المتقارب]

أُوَسِّع رَحْلي على مَن نَزَلْ … وزادي مُباحٌ على مَن أكلْ

نُقدِّمُ حاضرَ ما عندنا … وإن لم يكن غيرَ خُبزٍ وخَلّ

فأمّا الكريمُ فيرضى به … وأمَّا اللئيمُ فمَن لا أُبَلْ (٢)

[وفيها توفي]

[محمد بن يحيى]

ابن عبد الله بن العبَّاس بن محمد بن صُول، أبو بكر، الصُّوليّ (٣).

[وكان جدُّه] صُول من ملوك خُراسان وجُرْجان.

وكان محمد أحدَ العلماء بفنون الأدب، حسنَ المَعرفة بأيام الناس، وأخبار الملوك والخلفاء، ومآثِر الأشراف، وطبقات الشعراء، واسعَ الرواية، كثيرَ الحفظ، حسنَ الشعر، جميلَ الطَّريقة، صنَّف كتاب "الأوراق" وكتاب "الوزراء" وغيرهما، وانتهى إليه علم الهندسة والشِّطْرَنْج، ونادم جماعةً من الخلفاء [ذكرهم في "الأوراق"، وذكرنا طرفًا من سيرته مفرَّقًا في الكتاب.

وحكى الخطيب عن أبي بكر محمد بن شاذان قال: رأيت للصُّولي بيتًا عظيمًا مملوءًا كتبًا، وجلودها حُمْرٌ وصُفر وخُضر وسود، فقال: هذا البيت كلّ ما فيه سَماعي.


(١) تبع المصنف في ذكر القفال هنا وإدراجه في وفيات هذه السنة أبا إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء ١١٢، وقد ذكر الذهبي في تاريخه ٨/ ٢٤٥، وفي السير ١٥/ ٢٨٣ أن قول الشيرازي هذا وهم بيّن، فقد أرخ الحاكم وفاته في آخر سنة خمس وستين وثلاث مئة بالشاش، وكذا ورَّخه أبو سعد السمعاني [انظر الأنساب ٧/ ٢٤٤]، ولعله تصحف عليه ثلاثين بلفظ ستين. اهـ.
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٣/ ٢٧٢، ٢٧٣ قول الحاكم وأتبعه قول الشيرازي دون ترجيح أحدهما. وانظر طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٢٠٠.
(٢) من أول السنة إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٣) تاريخ بغداد ٤/ ٦٧٥، والمنتظم ١٤/ ٦٨، ومعجم الأدباء ١٩/ ١٠٩، والسير ١٥/ ٣٠١، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٩٤.