للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقتله على فراشِه، وسيَّرَتْ إلى حلبَ ابنَ الكُتامي فِي البلد، ورتَّبتْ فِي القلعة موصوفًا الخادمَ، وأجرَتْ صالح بن مِرْداس على عادتِه فِي الإقطاعات وزادَتْهُ، فأنفذَ إليها صالح ابنَه، فأكرمَتْه، وخلعَتْ عليه، وبعثَتْ لصالحٍ الهدايا والخِلَع، ولقَّبتْه أسدَ الدولة، وتوفيت، وصار الأمر إلى الطاهر، واستولى عليه معضاد الخادم، فأجرى الأمورَ على ما هي عليه، وسنذكر قصة صالح بن مِرْداس فيما بعدُ إن شاء الله تعالى، فالحاصل أنَّ مُدَّة ملك بني حمدان بحلب نيِّفًا وسبعين سنة؛ لأن سيف الدولة ملكها سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، وزال ملكُهم فِي هذه السنة.

وفيها تُوفِّي

إبراهيم بن عبد الله بن حِصْن (١)

أبو إسحاق، الغافقي، محتسبُ دمشق من قِبَلِ الحاكم [ذكره الحافظ ابن عساكر وقال]: سمع الحديث [ببغداد ودمشق ومصر]، وكان شهمًا فِي الحسبة، وأدَّب رجلًا، فلمَّا ضربه [دِرَّةً قال المضروب: هذه فِي قفا أبي بكر. فضربه] أخرى، فقال: هذه فِي قفا عمر. فضربه أخرى، فقال: هذه فِي قفا عثمان. فضربه أخرى (٢)، فسكت، فقال له الغافقي: أنتَ ما تعرِفُ ترتيب الصحابة، أنا أُعَرِّفُكَ؛ وأفضلُهم أهلُ بدر، لأصفعنَك على عددهم. فصفعه ثلاث مئةٍ وستَّ عشرة دِرَّة، وحُمِلَ من بين يديه، فمات بعد أيام، وبلغ الحاكمَ، فكتبَ إليه يشكُرهُ ويقول: هذا جزاء مَنْ ينتقِصُ السلفَ الصالح.

[وفيها تُوفِّي]

الحسين بن أحمد بن جعفر (٣)

أبو عبد الله [ويُعرف بابن البغدادي. قال الخطيب]: كان زاهدًا عابدًا، لا ينام [الليل] إلَّا عن غلَبةٍ، ولا يدخلُ الحمام، ويأكل خبز الشعير، ويقول: هو والحنطة سواء. ويغسل ثيابَه بالماء لا غير، وكانت وفاتُه فِي شعبان، ودُفِنَ بباب حرب.


(١) تاريخ دمشق ٧/ ١٢ (طبعة دار الفكر).
(٢) من قوله: فِي قفا أبي بكر إلى هنا ليس فِي مطبوع تاريخ دمشق.
(٣) تاريخ بغداد ٨/ ١٥، والمنتظم ١٥/ ٩٩، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٧٨.