للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نصر بن سيَّار

والي خُراسان، كان حازمًا شجاعًا جوادًا، لمَّا رأى حَبْلَ بني مروان قد انتقض وأماراتِ الزَّوال ظاهرة … (١) مرضَ بالرَّيّ بعد أن أخرجه أبو مسلم من مَرْو، وكان بنيسابور، فأخرجَه قحطبةُ منها.

ولمَّا مرض بالرَّيّ حُمل إلى سَاوة قريبًا من هَمَذَان، فماتَ بها في ربيع الأول هذه السنة، وله خمسٌ وثمانون سنة (٢).

[واصل بن عطاء]

رئيس المعتزلة من البصرة، وهو مولًى لبني ضبَّة، وقيل: لبني هاشم (٣).

وهو أوَّلُ مَنْ قال بالمنزلة بين المنزلتين، ومعناه أنَّ الإنسان إذا ارتكبَ كبيرةً يخرج من الإيمان، ولا يدخلُ في الكفر، فإن ماتَ من غير توبة؛ خُلِّد (٤) في النار، وهو مذهب عَمرو بنِ عُبيد من مشايخ المعتزلة.

وعند أهل السُّنَة: من ارتكبَ كبيرةً دون الكفر، لا يخرج من الإيمان، وإن مات من غير توبة؛ إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عاقبَه، ثم مآلُه إلى الجنَّة.

وعند الخوارج: يخلَّد في النار، وقد كفر.

[وجه قول واصل: أن الإيمان ما يستحقُّ به الثواب، والعصيان ما يستحقُّ به العقاب، ولا يتصوَّر الاجتماع بينهما، ولأجل هذه المسألة سُمُّوا معتزلة] (٥). وكان


(١) كذا في (خ) و (د). والظاهر أن في الكلام سقطًا.
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ٤٠٣ - ٤٠٤، ولم ترد هذه الترجمة في (ص).
(٣) وقيل أيضًا: مولى لبني مخزوم. ينظر "أمالي المرتضى" ١/ ١٦٣.
(٤) في (ص): يخلَّد.
(٥) ما بين حاصرتين من (ص). وفي تسميتهم المعتزلة؛ قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٤٦٤ في واصل بن عطاء: طرده الحسن عن مجلسه لما قال: الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فانضمَّ إليه عَمرو (يعني ابنَ عُبيد) واعتزلا حلقة الحسن، فسُمُّوا معتزلة.