للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

وفيها وسَّع عمر مسجدَ النبي ﷺ واشترى له الدُّور وأدخلَها فيه، وسقفه بالجَريدِ والعَمَدِ والخَشب.

وفيها ظهرت نارٌ عظيمة من حَرَّةِ ليلى، بحيث سألت الحرَّةُ نارًا، قال الواقدي: فخرج عمر وجميعُ الصحابة إليها، فقيل له: إنَّ هذه آية من آياتِ اللَّه لا تَنْدَفعُ بالقتالِ بل بالصّدَقة، ففتح عمر بيتَ المال، وجاء كلُّ واحدِ من الصحابةِ بمال: عثمانُ وطلحةُ وعبد الرحمن، فتصدَّقوا بهِ فطَفِئت.

وقال محمد بن حبيب الهاشمي: إنَّما ظهرت النار بخَيبر، ويحتمل أنَّها ظهرت في الموضِعَيْن.

وفيها بعث عمرُ عُثمانَ بن أبي العاص الثقفي إلى أَرْمينية غازيًا في جيشٍ، فاستُشْهِد فيه صفوانُ بن المعَطَّل السُّلَمي، الذي قيل بسببه في الإفكِ ما قيل.

وقيل: إن غَزاةَ نَهاوَند كانت في هذه السنة، وقال ابن إسحاق وابن سعدٍ عن الواقدي: كانت في سنة إحدى وعشرين.

واختلفت الروايات في غزاة نهاوند:

فروى ابنُ ناصر بإسناده إلى الحسن قال: كانت الأعاجم من أهل قُومِس وأهل الرّي وهَمَذان ونهاوند قد تكاتبوا، وتعاقدوا على أن يُخرجوا العربَ من بلادهم، وكتب أهلُ الكوفة إلى عمر رضوان اللَّه عليه بالخبر، فصَعِد المنبر، وأخبرهم الخبر، وقال: أَشيروا عليَّ، فقام طلحةُ ﵁ فقال: أنت وليُّ الأمر، قد أحكمتَ التَّجارِب، وأنت مَيمون النَّقيبة، فمُرنا بأمرك، ثم قعد.

وقام عثمان رضوان اللَّه عليه فقال: أرى أن تكتب إلى أهل الشام، [فيسيرون] من شامهم، [وتكتب إلى] أهل [اليمن فيسيرون] من يَمنهم، [وتسير] أنت بنفسك [من هذين الحَرمَين إلى هذين المِصرين] من أهل الكوفة [والبصرة، فتلقى جموع المشركين في جموع المسلمين.

ثم قام علي بن أبي طالب ﵁ فقال: إنك إنْ أشخصتَ أهلَ الشام] سارت الرُّومُ