للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شوال من هذه السنة عن سبع وسبعين سنة -وقيل: تجاوز الثمانين- ودُفِنَ بجامع المحدثة بميَّافارقين، ثمَّ بنَتْ له ابنتُه ستُّ الملك (١) قبةً إلى جانب الجامع، ونُقِلَ إليها، وكان قد عهد إلى ولده نظام الدين أبي القاسم نصر بن أحمد، وكان أخوه أبو الحسن سعيد الكبير، وابنُ جَهير هو الوزير، فبايع ابنُ جَهير والناسُ أبا القاسم نصر بن أحمد، واستقرَّ الأمرُ له، ولم ينازعه أحدٌ من بني أعمامه وإخوته، ثم نازعه أخوه سعيد، فلم يقدِر عليه، فسار إلى باب السلطان طُغْرُلبَك وشكا إليه، فأرسل معه جيشًا خمسة آلاف فارس، فنزلوا على باب ميّافارقين، فخرج الوزير ابنُ جَهير إلى سعيد فأصلح أمره، وأعطاه مالًا، ووفَّقَ بينه وبين أخيه نظام الدين، وصرف عسكرَ السلطان، وأقام سعيدٌ عند أخيه مُكرَّمًا، ثم بعث القائمُ إلى نظام الدين في سنة خمس وخمسين وأربع مئة -وقيل: سنة أربع وخمسين- يستدعي إليه الوزير ابن جَهير، فجهَّزه في أحسن زيّ وأجمل جهاز، وبعث معه بالتُّحف والهدايا والأموال، فاستوزَره الخليفة، فكان بنو مروان يفتخرون ويقولون: وَزَر لنا ابنُ المغربي وزيرُ الحاكم خليفةُ مصر، ووَزَر وزيرُنا للخليفة. ثم كان زوال أمر بني مروان على يد ابن جَهير سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وسنذكره إن شاء الله تعالى. وانفصل سعيد عن أخيه نظام الدين، ومضى إلى ألب أرسلان، وكان طُغْرُلْبَك قد مات (٢).

[وفيها تُوفِّي]

علي بن محمد بن يحيى (٣)

أبو القاسم، السُّلمي، الدمشقي، صاحب دويرة الصوفية بدمشق، ويعرف بالسُّمَيساطي، وقفها على الصوفية، ووقف علوَّها على الجامع [قال الحافظ ابن عساكر]: ووقف أكثرَ أمواله على أبواب البر، وكانت وفاته عاشر ربيع الآخر، ودُفن بهذه الدار [قلت: وقد رأيت] قبره عند السقاية، [والواجب أن يكون عند المحراب؛ لأنه أجدر بتحصيل الأجر والثواب]، وزعم قومٌ أنه أوصى أن يُدفن هناك تواضعًا.


(١) في (خ): الملوك، والمثبت من (ف).
(٢) الترجمة مختصرة في المنتظم ١٦/ ٧٠ - ٧١.
(٣) تاريخ دمشق ١٢/ ٥٣٤ - ٥٣٥ (مخطوط- نشر دار البشير).