للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما عَزَمَ سنجر على لقاء الخطا أخرجه معه، وفي صحبته من الفقهاء والخطباء والوعَّاظ والمُطَّوِّعة ما يزيد على عشرة آلاف، فَقُتلوا عن آخرهم، وأسروا الحسام وأعيانَ الفقهاء، فلما فَرَغَ المصافُّ أحضرهم ملكُ الخطا، وقال: ما الذي دعاكم إلى قتالِ مَنْ لم يقاتلكم، والإضرار بمن لم يضرَّكم؟ فأنتم سببُ الفساد؛ لأنكم تحرِّضون على قتال من لا آذاكم. فضرب أعناقَ الجميع، رحمهم الله تعالى.

محمد بن محمد بن أبي الوفاء (١)

القاضي الأَصبهاني، ولي القضاءَ بعَسْكَر مُكْرَم (٢)، ودرَّس بالنِّظامية، وكان حَسَنَ السِّيرة، فاضلًا، وقيل: تأَخَّرت وفاتُه إلى سنة سبع وثلاثين، ومن شِعره: [من المتقارب]

إذا لاحَ مِنْ أَرضِكم بُرْقَةٌ … شَمَمْتُ الوصال بإقبالها

ولو حَمَلَتْني الصَّبا نحوكُم … تعلَّقُ رُوحي بأَذْيالها

هبة الله بن أحمد بن عبد الله (٣)

ابن علي بن طاوس، [أبو محمد، المقرئ، البغدادي.

انتقل والده إلى دمشق، فأقام بها، فولد هبة الله في سنة اثنتين وستين وأربع مئة، وكان فاضلًا، قارئًا، حسن التلاوة، وختم القرآن عليه خلق كثير، وأملى الحديث و] (٤) توفي في المحرَّم، ودفن بباب الفراديس، وحَضرَه خَلْقٌ عظيم. [هذا صورة ما ذكره جدي في "المنتظم" (٥).


(١) له ترجمة في "الوافي بالوفيات": ١/ ١٤٤.
(٢) مدينة اختطها العرب قرب رستقباذ في خوزستان، وتنسب إلى مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج بن يوسف الثقفي، وخوزستان هي المعروفة الآن بعرب ستان، أي إقليم العرب، وقد زال اسم عسكر مكرم من الخارطة، ولكن موضعها تشير إليه الخرائب المعروفة باسم بندقير أي (سد القير) حيث يلتقي آب كركر بنهر كارون، انظر "معجم البلدان": ٤/ ١٢٣، و"بلدان الخلافة الشرقية": ٢٦٧، ٢٧١ - ٢٧٢.
(٣) له ترجمة في "الأنساب": ٣/ ٤١٠ - ٤١١، و"المنتظم": ١٠/ ١٠١، و"معجم البلدان": ٢/ ١٩٩، و"الكامل": ١١/ ٩٠، و"اللباب": ١/ ٣٢٢ - ٣٢٣، و"مختصر ابن عساكر" لابن منظور: ٢٧/ ٦٥، و"معرفة القراء الكبار": ٢١/ ٩٤٥ - ٩٤٦، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٩٨ - ٩٩، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) "المنتظم": ١٠/ ١٠١.