للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُصيبُ وتُخطئُ، قال: فالسيفُ؟ قال: رفيقٌ صالح، قال: فالدرعُ؟ قال: حِصنٌ حصينةٌ، قال: فالتُّرس؟ قال: عليه تَدورُ الدوائر، وفي رواية: فالسيف؟ قال: عندها قارَعَتْكَ أُمُّك عن الثُّكْلِ، فقال له عمر: بل أُمُّك، قال: أُميّ، والحُمّى أَضْرَعَتْني لك، وهذا مثل (١)، ومعناه أن الإِسلام أذلَّني، ولو كنتُ في الجاهليةِ ما تجاسَرْتَ أن تَرُدَّ عليَّ، وعمرو من شعراء الحماسة، رحمه اللَّه تعالى (٢).

ذكْرُ وفاته: واختلفوا فيها؛ فالمشهور أنَّه قُتِلَ بنَهاوَنْد مع طُليحةَ والنعمان بن مُقَرّن، وقُبورُهم في مكانٍ واحدٍ.

وقال الهيثم: استُشهد برُوْذةَ بين قُمّ والرَّيّ، خرج في غارةٍ فقُتِلَ، وقيل: إنَّه عاش إلى أيامِ معاوية.

وليس في الصحابة من اسمه عمرو بن معدي كَرِب سواه، وله روايةٌ عن النبي ، وَرَثَتْه امرأتُه، يعني امرأة عمرو بن معدي كَرِب (٣).

النعمان بن مُقَرِّن

من الطبقة الثالثة من المهاجرين، وكُنيتُه أبو عمرو، وشهد الخندق والحُدَيْبية مع رسول اللَّه هو وإخوتُه الستّة، وحمل أحدَ ألوية مُزَينة الثلاثة، التي كان رسول اللَّه عَقدها لهم يوم الفَتْح، وكانت مُزَينَة قد أُلِّفت يومئذٍ، ولم يُؤلَّف من قبائل العرب غيرُها، ولمزينة مَحلَّتان بالمدينة، وليس لغيرهم ذلك.

حَدَّث كَثير بنُ عبد اللَّه المزَنيّ، عن أَبيه، عن جدّه -وكان قد حضر نَهاوَنْد- قال: كان أميرُ الناس يومئذٍ النُّعمان بن مُقَرّن، وكان أوَّلَ قتيلٍ، فأخذ [الراية] سويد (٤) بن


(١) جمهرة الأمثال ١/ ٣٤٨، ومجمع الأمثال ١/ ٢٠٥.
(٢) في (أ) و (خ): وعمرو شعير الحماسة رحمه اللَّه تعالى، وليست في (ك). وقد رُوي له في الحماسة ثلاث مقطعات، انظر شرح المرزوقي (٢٩) و (٣٤) و (٣٥).
(٣) انظر ترجمته وأخباره في طبقات ابن سعد ٦/ ٢٦٨ و ٨/ ٨٥، والشعر والشعراء ٣٧٢، والاشتقاق ٤١١، والمؤتلف والمختلف ٢٣٤، والأغاني ١٥/ ٢٠٨، ومعجم الشعراء ١٥، والاستيعاب (١٧٧٦)، والعقد الفريد ١/ ٩٣ و ١٧٩، وسمط اللآلي ٣/ ٦٣ - ٦٤، وتاريخ دمشق ١٣/ ٦١٩ (مخطوط)، والمنتظم ٤/ ٣٨٢، والإصابة ٣/ ١٨، والخزانة ٢/ ٤٤٤، وديوانه ١٥٤.
(٤) في (أ) و (خ): يزيد، وهو خطأ، وترجمة النعمان ليست في (ك)، والمثبت من طبقات ابن سعد ٥/ ١٤٦.