للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا والظلُّ وهو ثالثُنا … أين ما زِلتُ من الأرض سَلَكْ

فقضى دَينَه ووصله.

وقال همَّام بن مسلم: مرض سفيانُ الثوريُّ بمكَّة، فجاءه محمد بن إبراهيمَ الإمامِ يَعوده، فما كلَّمه كلمة، فقام ومضى، فلمَّا كان من الغد، أَرسل إلى سفيانَ يقول: كيف تجدُك؟ لولا [أنِّي] أعلم أنَّه ليس بمكَّةَ أحدٌ أَبغضُ إليك منِّي لأَتيتك.

توفِّي لإِحدى عشرةَ بقيت من شوَّال هذه السنةَ ببغداد، وكان هارونُ قد توجَّه إلى الرقَّة، فصلَّى عليه الأمينُ وهو وليُّ العهد، ودُفن بمقبرة باب المَيدان، ويعرف بالعَبَّاسية، وله عَقِبٌ ببغداد.

أَسند عن عمِّه المنصورِ وجعفرِ بن محمَّد بن عليٍّ وغيرِهما، وروى عنه ابنُه موسى وغيرُه.

يزيدُ بن مَزيَد

ابن زائدة، أبو خالدٍ الشَّيباني.

أحدُ الأمراءِ المشهورين والأجوادِ الممدَّحين، ولي إِمارةَ اليمنِ في أيَّام هارونَ الرشيد، ومدحه الشُّعراء، فقال شاعر (١): [من الخفيف]

ما مُقامي على الثِّماد (٢) وقد فا … ضت بحورُ النَّدى بكفَّي يزيدِ

إنَّ لله في البريَّة سيفَيـ … ـن يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد

ذاك سيفُ النبيِّ في سالف الدَّهـ … ـرِ وهذا سيفُ الإِمامِ الرشيد

وكانت وفاتُه ببَرْذَعَةَ من أرض أرَّان (٣).

ومدحه أبو الشَّمَقْمَق فقال: [من الكامل]

يوماهُ يومٌ (٤) للمَواهبِ والنَّدى … خَضِلٌ ويومُ دَمٍ وخطفُ مَنيَّهْ

أَعني يزيدًا سيفَ آلِ محمَّد … فرَّاج كلِّ شديدةٍ مخشيهْ


(١) هو سَلْم الخاسر كما في تاريخ بغداد ١٦/ ٤٩٢، وتاريخ الإسلام ٤/ ١٠٠٨ - ١٠٠٩، وانظر السير ٩/ ٧١.
(٢) الثِّماد: الماء القليل لا مادة له. القاموس (ثمد).
(٣) في (خ): الزان، وهو خطأ، والمثبت من وفيات الأعيان ٦/ ٣٤٠.
(٤) في (خ): يومًا.