للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سكن بغداد، وحدَّث بها عن جدِّه وغيره.

وقال: كنتُ أقرأ على يزيد بن هارون يوما فأبرمته، فقال: أنتَ أثقلُ عليَّ من نصف حَجَرِ البزر، قلت: ولم لم تقل من الحجر كلِّه؟ قال: لأنَّه إذا كان صحيحًا تدحرجَ، وإذا كان نصفًا لم يتدحرج ولم يتحرَّك.

وكانت وفاته بسُرَّ من رأى.

أسندَ عن جدِّه وغيره، وروى عنه المَحَامليُّ وكيره، وكان ثقةً (١).

جعفر بنُ عبد الواحد

ابنِ جعفر بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن عباس الهاشميّ، وأمُّه أم ولد واسمها جمانة.

قدم دمشق مع المتوكِّل سنةَ ثلاثٍ وأربعين ومئتين، وكان يقال له: قاضي الثغور، ووليَ القضاء بسُرَّ من رأى سنةَ خمسٍ وأربعين (٢). وبلغ عنه المستعين كلامٌ، فنفاه إلى البصرة سنة خمسين، وعزلَه، ورجع إلى سُرَّ من رأى فماتَ بها.

حدث عن أبي عاصم النبيل وغيره، وروى عنه محمد بن محمد الباغندي وآخرون.

وكان له وقارٌ وهيبة وسكينةٌ وبلاغةٌ، وحفظَ الحديث، فقال أبو زرعة الرازي: كنت إذا رأيته هبتهُ وأقول: هذا يصلحُ للخلافة، ثم حُدِّثت بأحاديثَ لا أصل لها، فقلت: سبحان الله! يضعُ مثلُ هذا الأحاديث (٣).

[محمد بن يحيى]

ابن عبد الله بن خالد بن فارس، أبو عبد الله النيسابوريّ، الذهْلِيّ مولاهم، إمامُ الحديث بنَيسابور، وصاحبُ الواقعة مع البخاري.

كان أحدَ الأئمة العارفين، والحُفَّاظ المتقنين، والثقاتِ المأمونين، وكانَ الإمام


(١) تاريخ بغداد ٦/ ٣٠٨ - ٣١٠، وتهذيب الكمال ١/ ٤٨٣ - ٤٨٥. وهذه الترجمة لم ترد في (ب).
(٢) في تاريخ بغداد ٨/ ٥٥، والمنتظم ١٢/ ١٤١ أنه ولي قضاء سرَّ من رأى سنة أربعين ومئتين.
(٣) انظر تاريخ بغداد ٨/ ٥٥ - ٥٩، والمنتظم ١٢/ ١٤١. وله أيضًا ترجمة في مختصر تاريخ دمشق ٦/ ٧٥ - ٧٦.