للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من أكابر أصحاب ابن مسعود، وأقعد الناس بعده بعلمه.

[واختلفوا في وفاته؛ قيل: إنه] توفي في زمن الحّجاج سنة ثمانين، [وحكاه جدي في "الصفوة"، وقال خليفة:] في سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث وثمانين. [وقال هشام: سنة ثمانين.] وقال سعيد بن صالح: عاش خمسين ومئة سنة، وهو وهم؛ لما حكينا عن شقيق أنه قال: بعث رسول الله وأنا أمرد، فيكون قد عاش قريبًا من تسعين سنة أو نحوها، والله أعلم (١).

أسند شقيق عن عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وأسامة بن زيد، وحذيفة، وأبي موسى، وابن عباس، وغيرهم، وحضر بَلَنْجَر مع سلمان بن ربيعة.

وروى عنه أعيان التابعين مثل: الشعبي، والحكم، والأعمش، وحمّاد بن أبي سليمان، وحبيب بن أبي ثابت، وعاصم بن أبي النّجود، والثوري، وخلق كثير، وكان ثقة كثير الحديث، ولما مات قبَّل أبو بردة بن أبي موسى جَبْهته (٢).

[فصل: وفيها توفي]

أبو إدريس الخَولانيّ

واسمه عائذ الله بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن إدريس بن عائذ الله، قاضي دمشق في أيام معاوية [بن أبي سفيان]، ويزيد [بن معاوية]، ومعاوية بن يزيد، ومروان [بن الحكم]، وعبد الملك [بن مروان.

وذكره ابن سعد في] الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، قال: وولد عام حُنَين، وكان ثقة (٣)، صدوقًا، زاهدًا، عابدًا، عالم الشام بعد أبي الدرداء، وكان عظيمًا بالشام.

[وذكره أبو زُرعة الدمشقي فقال:] كان يَقصُّ على الناس، فعزله عبد الملك [بن مروان] عن القصص، وأقرّه على القضاء فقال: عَزَلَني عن رغبتي، وتركني في رهبتي،


(١) "صفة الصفوة" ٣/ ٣٠، و"تاريخ دمشق" ٨/ ١٢٠ - ١٢١ (مخطوط)، وما بين معكوفين من (ص) و (م) وانتهت عندها الترجمة فيهما.
(٢) انظر "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٢١ و ٣٠٠، و"الاستيعاب" (١١٩٦)، و"السير" ٤/ ١٦١، و"تهذيب الكمال" (٢٧٥٣) وفروعه.
(٣) "طبقات ابن سعد" ٩/ ٤٥١، وما بين معكوفين من (ص) و (م).