للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الرابعة والثلاثون]

فيها تكلم النَّاس في عثمان رضوان الله عليه مُجاهرةً، وطلبوا أن يُناظِروه على الأشياء التي نقموها عليه، منها: رَدُّ عمّه الحكم بن أبي العاصي إلى المدينة وإعطاؤه الأموال، وعزل سعد بن أبي وقاص عن الكوفة، وولايته إياها للوليد بن عُقبة، وتوليته إفريقية ومصر لعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وإعطاؤه لمروان خمس إفريقية، ولتَسليطِه أحداثَ بني أميَّة على رقاب المسلمين، ونحو ذلك من الأحداث المتقدّمة.

قال الزُّهريّ: لما وَلي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرًا، يعمل ستّ سنين لا يَنقم النَّاسُ عليه شيئًا، وإنه لأحبُّ إليهم من عمر بن الخطاب؛ لأنَّ عمر كان شديدًا عليهم، فلما وَليَهم عثمان وإن لهم ووَصَلهم، ثم توانى في أمرهم، واستعمل أقرباءه وأهلَ بيته في الستِّ الأواخر، وكتب لمروان بخُمس [إفريقية]، وأعطى أقرباءه المال، وتأوَّلَ في ذلك الصِّلَةَ التي أمر الله بها، واتَّخذ الأموال، واستسلف من بيت المال وقال: إن أبا بكر وعمر تركا من المال ما هو لهما، وإني أخذتُه فقسمتُه في أقربائي، فأنكر النَّاسُ عليه ذلك.

وقال البلاذري: لما وَلي عثمان رضوان الله عليه كره ولايتَه نفرٌ من الصّحابة لأنَّه كان يُحبُّ قومَه، وكان كثيرًا ما يُولّي بني أميَّة ممن لم يكن له مع رسول الله صُحبة، فكان يجيءُ من أُمرائه ما يُنكرُه الصّحابة، وكان يُستَعْتَبُ أفيهم، فلا يَعزِلُهم، فلما كان في الستّ سنين الأواخر استأثر ببني عمّه وأهله فولاهم، وقدم عليه أهلُ مصر يَتَظلّمون من عبد الله، فلم يرفع مَظالمهم.

وكان من عثمان رضوان الله عليه قبل ذلك هَناتٌ إلى أبي ذرّ وابن مسعود وعمار ؛ فإنَّه غَرَّبهم، وكان في قلوب هُذيل وبني زُهرة وبني غِفار وبني مَخزوم لأجل هؤلاء ما فيها.

وقدم عليه سبعُ مئةٍ من المِصريين يَتظلَّمون من عبد الله بن سعد، وما صنع في أوقات الصَّلاة وتأخيرها فلم يُنصفْهم، فدخل عليه طلحة فكلمه بكلام شديد، وأرسلت