للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الخطيب: قال البخاري: حركاتُ العباد وأكسابُهم وكتابتُهم مخلوقةٌ، فأمَّا القرآنُ المبين، المثبتُ في المصاحف، المسطور الموعى، فهو كلامُ الله ليس بمخلوق، قال اللهُ تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ (١) [العنكبوت: ٤٩].

أسندَ البخاريُّ عن خلقٍ كثير، فمن أعيانهم الإمامُ أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، ومكِّي بن إبراهيم، ومحمدُ بن عبد الله الأنصاري، والفضلُ بن دُكين، وعفَّانُ بن مسلم، وأبو الوليد الطيالسي، والحُمَيديّ، والقَعنَبيّ، وعليّ بن المديني، وأبو اليمان الحمصي، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.

وروى عنه إبراهيم الحربيّ، ومسلمُ بن الحجَّاج، وأبو حاتم وأبو زُرْعة الرازيَّان، ويحيى بنُ صاعد في آخرين.

وقال ابن المدينيّ: ما رأى البخاريُّ مثله (٢).

وكان مسلمٌ يجلسُ بين يديه ويسالُه سؤال الصبيِّ المتعلِّم (٣).

محمد المهتدي بنُ هارون الواثق

ابنِ محمد المعتصم (٤).

قال أبو موسى العباسيّ: لم يزل المهتدي صائمًا منذ وليَ الخلافة حتى قتل (٥).

وكان قد منعَ من الظلم والبغي والفساد، ونفى المغنيات، وحمل الناس على العدل وإقامة الصلوات، و [كسر] (٦) آلة المنكرات.

وقال الصوليّ: كان إذا ركبَ أرتاعَ له الناس، ومنهم من يبكي إذا رآه، وكان عامَّةَ نهاره يكشف المظالم.


(١) تاريخ بغداد ٢/ ٣٥٣.
(٢) تاريخ دمشق ٦١/ ٨٢.
(٣) تاريخ بغداد ٢/ ٣٥١.
(٤) في (خ) و (ف): بن محمد بن المعتصم. والتصويب من المصادر.
(٥) تاريخ بغداد ٤/ ٥٥٦.
(٦) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق.