للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتوضَّأ، والأصحُّ أنَّه لا ينقض؛ لأنَّ الحَدَثَ لا يوجد، ولا وضوء إلَّا من حَدَث، وما رواه عن ابن عمر وابن عباس لا يعارضُ السنن المشهورة والإجماع، أو يحمل على غسلِ اليدين من النجاسة] (١).

و [قال الخطيب:] كان أبو ثور يتفقَّه على محمد بن الحسن، فلمَّا قدم الشافعيّ بغداد انضم إليه وأخذ عنه، وانتحل له مذهبًا آخر.

[قال أبو بكر البيهقي:] كان إمامًا عالمًا مجتهدًا زاهدًا، وأخذ عنه مذهبه جماعة منهم الجُنيد بن محمد الزاهد، وسمع سفيان بن عُيَينَة وغيره، وروى عنه مسلم بن الحجَّاج وغيره، واتفقوا على صدقه وثقته وديانته، وتوفي ببغداد في صفر، ودفن بمقبرة باب الكُنَاس (٢).

وقال عبد الله بن الإمام أحمد رحمة الله عليه: رجعتُ من جنازتِه، فقال لي أبي: أين كنت؟ قلت: في جنازةِ أبي ثور، فقال: إنَّه كان فقيهًا (٣).

[أحمد بن الخضر]

أبو حامد البلخي (٤)، ويُعرف بابن خَضْرويه، من كبار مشايخ خراسان، صحب أبا تراب النَّخْشَبيّ، وحاتمًا الأصمّ، ورحل إلى أبي يزيد البسطامي وأبي حفص النيسابوري.

وكان أبو حفص يقول: ما رأيتُ أكبر همَّة ولا أصدقَ حالًا من ابن خضرويه.

وكان له قَدمٌ في التوكُّل، قال: كنتُ أمشي بطريق مكَّة، فعلقَ برجلي شِكَال (٥)،


(١) ما بين حاصرتين من (ب)، وانظر المغني لابن قدامة ١/ ٢٥٦.
(٢) نص العبارة في (ب): أخذ العلم عن الشافعيِّ وسفيان بن عيينة وأقرانهما، وجعلَ له مذهبًا أخذَه عنه جماعةٌ منهم الجُنيد بن محمد الزاهد.
وكانت وفاتُه ببغداد في صفر في هذه السنة، ودُفن بمقبرة الكُنَاس، واتَّفقوا على صدقه وثقته وديانته.
(٣) تاريخ بغداد ٦/ ٥٨١.
(٤) هذه الترجمة ليست في (ب).
(٥) في (خ) و (ف): شيكان. وهو تصحيف. والشكال: القيد. انظر المعجم الوسيط (شكل). وفي طبقات الصوفية ص ١٠٥: فوقعت رجلي في شكال. وانظر مناقب الأبرار ١/ ٢٦٨.