للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي المقبري سنة مئة، وكان ثقةً كثير الحديث، روى عن عمر (١).

مَخْلَد بن يزيد

ابن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة، كنيتُه أبو خِداش الأَزْدِيّ، أحد الأسخياء المُمَدَّحين، أُحصي ما وَهَبه من مَرْو إلى دمشق لما قصد عمر بن عبد العزيز فكان ألفَ ألف درهم، فلما أراد الدخول على عمر لَبس ثيابًا رَثَّة، فقال له عمر: لقد شَمَّرْتَ! فقال: يا أمير المؤمنين، شمَّرتَ فشمَّرْنا، وإن أسبَلْتَ أسبَلْنَا، يا أمير المؤمنين، ما بالُك وقد وسع النَّاس عَفْوُك إلَّا عن هذا الشَّيخ، فلِمَ حبستَه؟

وأقام مَخْلَد عند عمر أيامًا، ومات وهو ابن سبعٍ وعشرين سنة، فصلّى عليه عمر، ومشى في جِنازته وقال: لو أراد الله بهذا الشَّيخ خيرًا لأبقى له هذا الفتى (٢).

مُسلم بن يَسار

كنيته أبو عبد الله، من الطبقة الثَّانية من التّابعين من أهل البصرة، وهو مولى طلحة بن عبيد الله ، وقيل: مولى بني أميَّة، وقيل: مولى أبي بكر الصِّديق .

قال حماد بن سَلَمة، عن حُميد (٣): إن مسلم بن يسار كان قائمًا في بيته يصلِّي، فوقع إلى جنبه حريق، فما شعر به حتَّى طفئت النَّار.

وقال أزهر السمان عن ابن عَون: كان مسلم بن يسار لا يُفَضَّل عليه في ذلك الزمان أحد.

وكان إذا دخل المنزل لم يسمع لهم ضجة، فإذا قام إلى الصلاء ضَجُّوا وضحكوا.

وذُكر له قلَّةُ التفاته في الصَّلاة فقال: وما يدريكم أين يكون قلبي.

وقال أبو نعيم وإسناده: انهدمت ناحية في المسجد، فانزعج لها أهل السوق، ومسلم بن يسار في المسجد فما التفت في صلاته (٤).


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٧٨.
(٢) "تاريخ دمشق" ٦٦/ ٣٥١. ويعني بالشيح يزيدَ بنَ الهلَّب أبا مَخْلَد.
(٣) في النسخ: قال مسلمة بن حميد، والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٩/ ١٨٥.
(٤) "حلية الأولياء" ٢/ ٢٩١.