للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُميتَني في هذا المسجد فقد صَحِبتُ فيه أقوامًا، وسألتُه أن يكونَ حولي مَن آنسُ به وأُحبُّه، ثم غَمَّض عينيه ومات بعد ساعة، رحمة الله عليه (١).

[فصل: وفيها توفي

[الحسن بن أحمد]

ابن يزيد بن عيسى بن الفضل بن بشار، أبو سعيد، الإضطَخْري، الشافعي، قاضي قُم (٢).

أحدُ الأئمة العلماء، كان زاهدًا، مُتقلِّلًا وَرِعًا، فاضلًا.

ألَّف كتابًا في القضاء يدل على سَعَة علمه ومعرفته وقوة فهمه، وسمَّاه: "أدب القضاء".

ولد سنة أربع وأربعين ومئتين.

وقد أثنى عليه الأئمة وأرباب السِّيَر، وقد أثنى عليه أبو الطيِّب (٣) الطَّبَري فقال: كان أبو سعيد من الزهد والوَرَع بمكانٍ لم يَصلْه سواه، وكان قميصُه وسراويله وعِمامته من شُقَّة واحدةٍ، وكان يَتَقَوَّتُ الباقِلَّاء.

قال: وسئل عن امرأةٍ مات عنها زوجُها وهي حامل، هل يجب لها النَّفَقة؟ قال: نعم، فعارضه أبو العباس بن سُرَيج وقال: ليس هذا للشافعي، فقال أبو سعيد: هو مذهب علي وابن عباس، فقال له ابن سُرَيج: كثرة أكل الباقلَّاء تذهب بدِماغك -يُعَيِّره بالفقر- فقال له أبو سعيد: وأنت كثرة الحلوى قد ذهبت بدينك.

فقد أفتى الإصطخري بمذهب أحمد، وليس ما ذكره مذهبًا للشافعي.


(١) بعدها في (ت م م ١): انتهت ترجمته والله أعلم.
(٢) تاريخ بغداد ٨/ ٢٠٦، والمنتظم ١٣/ ٣٨٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٥٤٨، والسير ١٥/ ٢٥٠، وطبقات الشافعية ٣/ ٢٣٠.
(٣) في (ف م م ١): أبو طالب، وهو تحريف، والمثبت من المصادر، وهذه الترجمة وتاليتها ليست في (خ).