للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي

[الأسود بن يزيد]

ابن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سَلامان بن كَهْل بن بكر بن عَوْف بن النَّخَع بن مَذْحِج، أبو عَمرو، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، وهو ابنُ أخي علقمة بن قيس، وكان أكبرَ من علقمة.

وكان الأسود يصومُ الدهر، وكان يصوم في الحرّ حتى يسودَّ لسانه، وكان يصومُ في السفر، فيقال له: لِمَ تُعذبُ هذا الجسد؟! فيقول: إنما أريدُ له الراحة.

وذهبت إحدى عينيه من الصوم في الحرّ، وطافَ بالبيت ثمانين حجةً وعمرةً. وكان يُهلُّ من الكوفة، ومن باجُمَيرا.

وحجَّ نيِّفًا وسبعين حجةً، وكان لا يصلِّي على من مات وهو مُوسِرٌ ولم يحجَّ.

وكان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين.

وكانت عائشة رضوان الله عليها تقول: ما بالعراق رجل أكرمَ عليّ من الأسود.

وكان يُصَفِّرُ رأسَه ولحيتَه، وكان يقالُ له: رأسُ مالِ أهل الكوفة.

[وقال علقمة بن يزيد:] انتهى الزُّهد إلى ثمانية من التابعين؛ الأسود منهم.

[وحكى ابن سعد عن الواقدي قال:] توفي بالكوفة سنة خمس وسبعين، وكان ثقة، وله أحاديثُ صالحة (١).

وقد سمع من معاذ باليمن لما بعثَه رسول الله ، وروى عن أبي بكر، وعمر (٢)، وعليّ، وابن مسعود، وأبي موسى، وسلمان، وعائشة، .

وولدُه عبدُ الرحمن بنُ الأسود مات في سنة ثمان وتسعين في أيام سليمان بن عبد الملك.


(١) "طبقات" ابن سعد ٨/ ١٩١ - ١٩٨. ونُسب الكلام في (ص) و (م) إليه. وما سلف بين حاصرتين من (ص) و (م).
(٢) شطح قلم ناسخ (أ) فزاد بعده: عثمان. وهو خطأ. قال ابن سعد ٨/ ١٩٢: لم يرو عن عثمان شيئًا.