للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه، وكان ثقةً، وأخرج له عن عائشة أثرًا قالت: كُنْ لِما لم تَرْجُ أرجى منك لما ترجو، فإنَّ موسى خرج يقتبس نارًا فعاد بالتكليم والنبوة.

[السنة التاسعة والثلاثون وأربع مئة]

فيها وقع الوباء بالموصل [والجزيرة] وبغداد، ووصل كتابٌ من الموصل أنهم أكلوا الميتة، وصلَّى الجمعة أربع مئة نفس، ومات الباقون، وكانوا زيادة على ثلاث مئة ألف إنسان، وبِيعَتْ الرُّمانة ببغداد بقيراطين واللينوفرة بقيراطين، والخيارة بقيراط، وكان سُرْخاب بن محمد بن عنّاز أميرُ حُلوان قد خطب لإبراهيم ينَّال، ثم غدر به، فأرسل الذهب إلى أصحابه الأكراد، فغدروا به، وسلَّموه إلى إبرا هيم، فقلع إحدى عينيه ومثَّل به، واستولى على حُلوان.

وفيها قُبِضَ على الوزير أبي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر بن فَسانْجِس.

وفيها استولى رئيس الرؤساء على أعمال العراق وانبسطت يده.

وفيها قصدت الغُزُّ نيسابور، فقال لهم إبراهيم ينَّال: هذه البلاد قد خربت وما تحملكم، اطلبوا بلاد الروم فهي أحملُ لكم (١). فساروا إلى الروم، ومرُّوا بأطراف بلاد ابن مروان، فتحصَّن منهم بالقلاع، وخاف الناس منهم، فأوغلوا في بلاد الروم، فقتلوا وأسروا، ونهبوا شيئًا كثيرًا، وعادوا إلى أطراف أرمينية. وقيل: إنهم بلغوا إلى [خليج] القسطنطينية، وكان معهم محمد بن إبراهيم يَنَّال، فغنم وحده مئة ألف رأس، وأخذ من السلاح والمال ما حملوه على عشرة آلاف عجلة. وقيل: بل كان إبراهيم يَنَّال بنفسه معهم، وفي غَيبتهم هذه أُديرت الأسوار على البلاد الخراسانية [بنيسابور وغيرها]، وكذا على شيراز وفارس.

ولم يحجَّ أحد من العراق.


(١) المثبت من (م ١) وهو المناسب لقوله: وما تحملكم. وفي بقية النسخ: فهي أجمل بكم.