للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن عبد المجيد يوم تولَّى … هدَّ ركنًا ما كان بالمهدود

ما درى نَعْشُه ولا حاملوه … ما على النَّعش من عفافٍ وجود

ثم مات بعده بيسير.

وقال الثوري (١): سألت أبا عُبيدةَ مَعْمرًا عن اليوم الثاني من أيام النَّحر: ما كانت العرب تُسمِّيه؟ فقال: لا أعلم، فلقيت ابن مناذرٍ فأخبرته، فقال أَخَفي هذا على أبي عبيدة! هذه أيامٌ متواليات كلُّها على حرف الراء، فالأول يومُ النحر، والثاني يوم القَرّ، والثالث يوم النَّفْر، والرابع يوم الصَّدر. قال: فلقيت أبا عبيدةَ فأخبرته، فكتبه عني عن محمَّد بنِ مناذر.

أسند ابنُ مناذر عن شعبةَ وابنِ عيينة وغيرِهما، وقد أسقط يحيى بنُ معين روايتَه وقال: كان صاحبَ شعر لا صاحبَ حديث، كان يتعشَّق عبدَ المجيد ويقول فيه الشِّعر، ويُشبِّب بنساء ثَقيف، فطردوه من إلبصرة، فخرج إلى مكَّة، فكان يرسل العقاربَ في المسجد الحرامِ يَلْسَعْنَ الناس، ويَصُبُّ المِدادَ بالليل في الأماكن التي يتوضأ الناسُ منها حتى تَسْوَدَّ وجوهُهم، لا يروي عنه رجلٌ فيه خير.

[قلت: ولابن مناذر قصة نذكرها في ترجمة أبي نواس في سنة مئتين.]

محمَّد الأمينُ

ابن هارونَ الرشيدِ بن محمَّد المهديِّ بن أبي جعفر المنصورِ بن محمَّد بن عليّ بن عبدِ الله بن عباس (٢).

قد ذكرنا طَرَفًا من أخباره [وسنذكر الباقي، قد تقدَّم تاريخُ مولده في سنة سبعين ومئة، وقيل: سنة إحدى وسبعين ومئة، وبويع في سنة ثلاثٍ وتسعين ومئة. و] كان أصغر من المأمون بستَّة أشهر و [قد ذكرنا وقائعَه مع أخيه إلى أن قُتل في هذه السنة.

وحكى الهيثم بن عَدِيِّ عن الأصمعيِّ قال:] (٣) كان فيه خِلال لم تكن في غيره، كان


(١) كذا في (ب خ) والمنتظم ١٠/ ٧١، وهو تصحيف، صوابه التوَّزي كما في الأغاني ١٨/ ٢٠٦.
(٢) انظر في ترجمة الأمين: تاريخ الطبري ٨/ ٤٩٨، ومروج الذهب ٦/ ٤١٥، وتاريخ بغداد ٤/ ٥٤١، والمنتظم ٩/ ٢١٨ و ١٠/ ٧٠، وتاريخ الإِسلام ٤/ ١٢٠١، والسير ٩/ ٣٣٤.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).