للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر شبيب أصحابَه، فرفعوا السَّيف عن الناس، وطلب البَيعة فبايعه مَن بَقي، وسار الفَلّ إلى الكوفة، وقُتل من أهل الكوفة ألف وسبع مئة (١).

وجاء عبد الرحمن فنزل بدير أبي مريم، واجتمع إليه النّاس، فقيل له: إنْ سَمع شَبيب بمكانك أتاك؛ فكنت له غَنيمة، وقد تفرَّق الناس، وقُتل خِيارُهم، فالحق بالكوفة، فدخلها ليلًا، واختفى من الحجاج حتى أخذوا له منه أمانًا.

وفيها وُلد مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ويقال له: الجَعدي، آخر ملوك بني أمية.

قال الواقدي: وحجّ بالناس أبان بن عثمان بن عفان وهو على المدينة، وكان على الكوفة والبصرة الحجاج بن يوسف، وعلى خراسان أُميّة بن عبد الله بن خالد، وعلى قضاء البصرة زُرارة بن أوفى (٢).

فصل: وفيها استشهد

زهير بن قيس البَلَوي

المصري وكنيته أبو شدّاد.

ذكره أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" وقال (٣): جاء الصَّريخ إلى فُسطاط مصر بنزول الرُّوم على بَرْقة، فأمره عبد العزيز بن مروان بالنهوض إليهم -وكان عبد العزيز واجِدًا عليه لأنه قاتله بناحية أَيلة، لما قدم مروان لأخذ مصر- فسبق زهير الجيش على البريد في أربعين رجلًا، فلما أشرف على الروم أراد أن يتوقّف حتى يَلحقَه الجيش، فقال له فتى حَدَثٌ: أجَبُنْتَ يا أبا شَدّاد، فقال له زهير: قَتلتَنا وقتلتَ نَفْسك، ثم قرأ سورة السجدة، وسجد وسجد أصحابه فقتلوهم.

قال: وكان لزهير مسجد وقصْرٌ معروف بالمَعافر.


(١) في الطبري ٦/ ٢٥٥، و"أنساب الأشراف" ٦/ ٥٨٦: وقتل من كندة مئة وعشرون، وألف من سائر الناس أو ست مئة، وفي "المنتظم" ٦/ ١٨٣: ودخل شبيب عسكرهم، وقتل نحوًا من ألفين.

(٢) من قوله: وفيها ولد مروان … إلى هنا، جاء في (ص) عقب استشهاد زهير بن قيس البلوي، الآتي خبره.
(٣) قوله: ذكره أبو سعيد … من (ص) و (م).