للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصحابُه إلا أني رسولٌ إليه، حتى دنوتُ منه، فعرف الشرَّ، فثنى بِرذَونَه مُوَلِّيًا، فأدركتُه فطعنتُه فسقط، وسقطت الجاريتان عليه، وأَهْوَيْتُ إليه مُبادرًا، فدَفَفْتُ عليه بالسيف حتى قتلتُه، واحتَزَزْتُ رأسَه، فنصبتُه في رُمْحي، وقطعتُ يدَ إحدى الجاريتين، وكبَّرتُ، وأَقبلتُ وأنا أكبِّر، فكبَّر المسلمون، وارفَضَّ العدوُّ من كلِّ وَجْه، ومنح اللَّه المسلمين أكتافَهم.

فلما أراد عبد اللَّه بن سعد [أن يوجّه] بشيرًا إلى عثمان قال: أنت أولى بذلك، فانطلقْ إلى أمير المؤمنين فأخبرْه الخبر، فقدمتُ عليه فأخبرتُه، فقال: اخرُجْ فاصعد المنبر وأخبر الناس، ففعلتُ وقلتُ: إن أبي الزبير قال: سمعتُ أبا بكر الصديق يقول: مَن أراد أن يتزوَّج امرأةً فلينظر إلى أبيها وأخيها، فإنما تأتيه بأحدهما.

وجاءت غنائمُ أفريقية، فدفع عثمان رضوان اللَّه عليه الخُمسَ إلى مروان بن الحكم، وكان خمس مئة ألف دينار، فضجَّ المسلمون فقالوا: تُعطي ابن لعينِ رسول اللَّه وطريدَه أموالَ المسلمين، فكان هذا رابع أمر أُخذ عليه.

ولما عَزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر ووَلّاها عبد اللَّه بن سعد؛ كان ذلك بَدْءُ الشرِّ بين عثمان رضوان اللَّه عليه وعمرو، وقيل: في سنة سبع وعشرين.

وفيها وُلد يزيد بنُ معاوية وعبد الملك بن مروان، وقيل قبل ذلك (١).

وحجَّ بالناسِ في هذه السنة عثمان بن عفان من غير خِلافٍ.

وفيها تُوفّي

ابنُ أُم مَكتوم

واختلفوا في اسمه، فقال ابن سعد: أمَّا أهلُ المدينةِ فيقولون: اسمُه عبد اللَّه، وأما أهلُ العراق وهشام بن محمد بن السَّائب فيقولون: اسمُه عمرو.

وأُمُّه عاتكة، وهي أُمُّ مَكتوم بنت عبد اللَّه.

وكان من الطبقة الأُولى من المهاجرين، قال ابن سعد: أسلم قديمًا بمكة، وذهبت


(١) من قوله: وكان معه عبد اللَّه بن الزبير. . . إلى هنا ليس في (ك).